واجتوى: استوخم. والجوى: داء في الجوف.
وعكل: قبيلة. وعرينة: بطن من بجيلة. واللقاح: النوق ذات اللبن. فهؤلاء أصابهم الاستسقاء.
وسببه: مادة باردة، تحلل الأعضاء فتربو بها، وهو لحمي ومائي وطبلي.
وفي لبن اللقاح جلاء وتليين، وإدرار، وإسهال لمائية الاستسقاء، لأن أكثر رعيها الشيح والإذخر والبابونج وغير ذلك من أدوية الاستسقاء.
وفي حديث قتادة عن أنس: (أن رهطا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا) الحديث.
وهذا العلاج من أحسن ما يكون وأنفعه، ليس دواء لهذا الداء مثله. وهذا المرض لا يكون قط إلا عن آفة في الكبد، ولو أن إنسانا أقام على اللبن بدل الماء والطعام لشفي، وقد جرب ذلك.
وأنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي.
والحديث فيه دليل على طهارة بول ما يؤكل لحمه.
وعن ابن عباس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال: إن دسم اللبن رديء للمحموم وذي الصداع) رواه البخاري ومسلم.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن دسم اللبن أضر شيء بالمحموم، وصاحب الصداع لسرعة استحالته إلى الصفراء، وقد نص الأطباء أن اللبن يجتنبه صاحب الصداع والمحمومين.
ولين الضأن أغلظ وأرطب، وفيه زهومة ليست للماعز.
(وقد أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن شيب بالماء فشرب وقال: الأيمن فالأيمن)، رواه البخاري.
ولبن المعز لطيف معتدل، يطلق البطن، ويرطب، وينفع السل.
Bogga 187