أبيك" (^١).
وبينما كان عثمان ﵁ يجلس على كرسي -في الدار- وعنده الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وبين يديه مراكن مملوءة ماء ورياط مضرجة، إذا برسول الزبير بن العوام ﵁ يدخل عليه، ويقرئه السلام من الزبير، ويقول له: إن الزبير يقول لك: إني على طاعتي لم أبدل، ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك، وكنت رجلًا من القوم، وإن شئت أقمت، فإنَّ بني عمرو بن عوف، وعدوني أن يصبحوا على بابي ثم يمضون على ما آمرهم به.
فلما سمع عثمان ﵁ الرسالة؛ كبر الله وحمده، وطلب من الرسول أن يقرئه السلام ويقول له: إن يدخل الدار لا يكون إلا رجلًا من القوم، وإن مكانه أحب إليّ، وعسى الله أن يدفع بك عني (^٢).
فهاتان طريقتان لعرض الصحابة على عثمان المناصرة في قتال المحاصرين رفضهما ﵁ بشدة مع شدة حاجته إلى النصرة.