ومن هذه التهم الباطلة الملفقة؛ ما رُوي في اتهام عمار بن ياسر ﵄ بالتأليب على عثمان ﵁ (^١).
فإن أسانيد الروايات التي تتضمن هذه التهمة الباطلة؛ ضعيفة لا تخلو من علة، كما أن في متونها نكارة، فإنها تُثبت أن عمارًا ﵁ كان عاتبًا على عثمان ﵁، ثم أرسله عثمان إلى مصر إلى أناس قد استمرحوا واستعلى أمرهم وبغيهم، ليعتبهم من كل ما عتبوا، ولأن يقول بالمعروف، وينشر الحسنى، ليصلح الله به فسادًا.
فهل يتوقع أن يرسله عثمان إلى أناس بهذا الوصف، ليعتبهم، وهو عاتب عليه! ألم يجد غيره ممن هم راضون عنه؟
ولم يثبت في الروايات الصحيحة أن عمارًا ﵁ عتب على عثمان ﵁ ولا أنه أرسله إلى مصر.
والذي تصوره أحداث هذه الفتنة أن إشعالها تم من خلال تخطيط دقيق منظم، مما يؤكد أن وراءها جماعة منظمة، تهدف إلى إشعالها، تحقيقًا لمصالحها الدنيئة، وإضعافًا لقوة المسلمين، فمن المبالغة عزو ذلك كله إلى فرد واحد.