The Role of Context Clues in Grammatical Principles and Syntactic Direction in the Book of Sibawayh

Ihab Salama d. Unknown
85

The Role of Context Clues in Grammatical Principles and Syntactic Direction in the Book of Sibawayh

قرينة السياق ودورها في التقعيد النحوي والتوجيه الإعرابي في كتاب سيبويه

Noocyada

إن الاهتمام بالمخاطب له ما يبرِّره منطقيا، فالإنسان لن «يتكلم» إلا إذا أراد أَنْ ينقل كلاما لـ «مخاطب»، ولكي يحقق هذه «الرغبة» وهذا «الدافع» لا بد أَنْ يحرص على أَنْ يكون كلامه واضحا، ويتخذ كل السبل والإجراءات لتحقيق هذا الوضوح. وبعد سرد هذه الشواهد التي دلَّت على اهتمام سيبويه بقضية أمن اللَّبس نقول: إِنَّ هذا الاهتمام لَدليل من أقوى الأدِلَّة على اهتمامه بالمخاطب الذي هو أهم عناصر السِّياق، وأنَّ المخاطب كان نصب عينيه دائما في كل قواعده، والاهتمام بالمخاطب لاشك هو اهتمام بالسِّياق في حد ذاته. وأختم كلامي هنا في هذه الجزئيَّة بنقل كلام أحد الباحثين في بحث له بمجلة مجمع اللُّغَة العربِيَّة عن سيبويه وكتابه، يقول فيه: «... فمثل هذه الملاحظات كثيرة جدا في الكتاب، وهي تخص أحوال الخطاب مقترنا بأحوال المخاطب: علم المخاطب وجهله واستحالة الإخبار عن منكور اللهم إلا إذا احتاج المخاطب إلى تحديد هذا المنكور بأن يعين حلية خاصة به تميزه عن غيره، ويمكن بالدراسة المتعمقة لهذه الملاحظات أَنْ تُستخرَج قوانين التخاطب الحقيقيَّة، وهذا ما فعله العلماء الأولون. هذا ولا بد أَنْ نُنَبِّه القارئ الكريم أَنَّ مثل هذا الكلام عن «علم المخاطب» وسائر أحواله لا يمكن أَنْ نعثر عليه في كتب المتأخرين. فالقواعد الجامدة ــ الخاطئة أحيانا ــ قد حلت محل الملاحظات العلميَّة، تكلموا مثلا عن شروط الابتداء بالنكرة فقط، وبدون أَنْ يفسروا ظواهر الخطاب بالكيفية العلميَّة الوصفيَّة والتعليليِّة معا») (١). إن إشارة هذا الباحث الجليل تدعونا إلى الدراسة المتعمِّقة لدراسة الملاحظات المتعلِّقة بعلم المخاطب لاستخراج قوانين التخاطب الحقيقيَّة، وهي لا شك دعوة تستحق الاهتمام والاعتناء بها. ــ ثانيا المُتَكَلِّم: المُتَكَلِّم من أهم العناصر المكوِّنة لسياق الحال، فهو يستدعي من التراكيب النحوِيَّة ما تخدمه وتخدم سياقه، فإذا كان السِّياق يستدعي التأكيد برز أمامه: التوكيد بكافة أشكاله، إِنَّ وأَنَّ، الجملة الاسمِيَّة، الاستثناء ...، وإن كان السِّياق يستدعي شكًّا برز أمامه: ظنّ وأخواتها: حسب، وزعم وخال، إِنْ الشرطيِّة ...، وإذا أراد المُتَكَلِّم أَنْ يتعجَّب أو يستغيث أتى بأسلوب التعجب أو الاستغاثة، وإذا أراد استفهاما أتي بالاستفهام. وتكفي نظرة عجلى لتعريف النُّحَاة بأبواب مثل: الاستغاثة، أو التعجب، أو التوكيد للتأكُّد من هذا. فالاستغاثة: «طلب المعونة للتخليص من شدة أو الإعانة على دفع مشقة، وهي أسلوب مستعمل في مجال النداء، ولهذا الأسلوب مكونات ثلاثة، هي: المستغيث، والمستغاث به،

(١) د. عبد الرحمن الحاج صالح: الجملة في كتاب سيبويه، مجلة مجمع اللُّغَة العَرَبِيَّة، القاهرة، ع: ٧٨) ١٩٩٦ م (، ص ١٠٣ ــ ١٠٤

1 / 91