مريده به غيره١.

وعن عمر بن الخطاب ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ مانوى فمن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" ٢.

وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " قال الله ﵎: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" ٣.

فقد دل الحديث الشريف على أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به٤ وكذا من يسمع بأعماله.

والفرق بين الرياء والسمعة أنَّ الرياء هو العمل لرؤية الناس، والسمعة العمل لأجل سماعهم، فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة بحاسة السمع٥.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز- رحمهما الله- قال: " يا معشر المستترين اعلموا أنَّ عند الله مسألة فاضحة، قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ٦ ٧.

١-جامع البيان في تفسير القرآن ١٦/٣٢ تأليف الإمام: أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ﵀ ن: دار المعرفة- بيروت لبنان- ط/ الرابعة " ١٤٠٠هـ-١٩٨٠م" المطبعة الكبرى الأميرية- مصر.

٢- أخرجه البخاري وهو أول حديث في صحيحه ١/٢.

٣-أخرجه مسلم في صحيحه ك: الزهد والرقائق ب: من أشرك في عمله غير الله ح: ٤٦-٤/٢٢٨٩.

٤- صحيح مسلم بشرح النووي ك: الزهد ب: تحريم الرياء ٨/١١٦ بتصرف.

٥-مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين أو: النيات في العبادات ص ٤٣٧ للدكتور عمر الأشقر ص ٤٣٧ – ن مكتبة الفلاح- الكويت ط/١"١٤٠١هـ-١٩٨١م".

٦- سورة الحجر الآيتان ٩٢-٩٣.

٧-الإخلاص والنية ص ٥٥ تصنيف ابن أبي الدنيا الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد القرشي، حققه وعلق عليه إياد خالد الطباع- ن دار البشائر دمشق ط/١.