وقال ابن حزم: قولُ النجدات ساقطٌ (١). وأما الداودي فقد استدل بأنَّ الصحابة أقاموا مدة بعد وفاة رسول الله ﷺ لم يكن لهم إمام حتى بويع أبو بكر. وتُعقب بالاتفاق على فرْضيتها، وبأنهم تركوا لأجل إقامتها أعظم المهمات وهو التشاغل بدفن النبي ﷺ حتى فرغوا منها، والمدة المذكورة زمن يسير يغتفر مثله لاجتماع الكلمة (٢). وأما قول الأصمِّ فقد أجاب عنه المتأخرون من أصحابه بقولهم: إن قول الأصمِّ ليس مخالفًا لما عليه الأمَّة، لأنَّه إذا كان لا يجوز في العادة أن تستقيم أمور الناس من دون رئيس يحكم بينهم، فقد قال بوجوب الإمامة على كل حال (٣). وقد تبين ضعف حجج من لم يقل بوجوب الخلافة بما يغني عن الرد عليهم أكثر من ذلك، والله الموفق. دليل اللُّطف على وجوب الإمامة عند الشِّيعة: اللُّطف لغة: الرأفة والرفق. وهو عند الشِّيعة ما يقع عنده صلاح العبد آخرة، بأن تقع منه الطاعة دون المعصية، أو هو فعل ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية ويوجب إزاحة العلة وقطع العذر بما لا يصل إلى حد الإلجاء (٤). وقد قال الشيعة بوجوب اللُّطف على الله، والنبوة والإمامة تمثلان -عندهم- هذا اللُّطف، فمن المحال أن يترك الله تعالى عباده، دون من يبلغهم شرائعه، ودون من يحفظها ويطبّقها على مر الدهور والأيام (٥).

(١) الفصل في الملل لابن حزم: ٤/ ٧٢. (٢) انظر فتح الباري: ٧/ ٣٢. المواقف للإيجي: ٣/ ٥٧٥. شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ٣٤٦. (٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج ١/ ٢٩١. الشافي في الإمامة للشريف المرتضى: ١/ ٥ المقدمة. (٤) منار الهدى لعلي البحراني: ص ٣٠. الشافي في الإمامة للشريف المرتضى: ١/ ٣٦ الحاشية (٢) للمحقق. التعاريف للمناوي: ١/ ٦٢٠ فصل الطاء. المصباح المنير، كتاب اللام، مادة (لطف). (٥) عقائد الإمامية لمظفر: ص ٤٨، ٤٩، ٥١، ٦٥ - ٦٦. الألفين للحلي: ص ٥٤ - ٥٥. الشافي في الإمامة للشريف المرتضى: ١/ ٧. منار الهدى لعلي البحراني: ص ٢٨. الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار: ص ٦٤. المنية والأمل لابن المرتضى: ص ١٠٠. وانظر على النت: وظائف الشِّيعة في عصر الغيبة الكبرى، أدلة الغيبة الكبرى، من موقع الشيخ محسن العصفور القاضي؟؟بمحكمة الاستئناف العليا الشرعية الجعفرية السابق في البحرين: http://www.al-asfoor.com/article13f.htm. والإمامة والنص لفيصل نور: http://www.fnoor.com/emama.htm.