228

The Hereafter - Muhammad Hassan

الدار الآخرة - محمد حسان

Noocyada

تأصيل لغوي وشرعي مختصر أولًا: تأصيل لغوي وشرعي مختصر: أيها الأحبة! لقد أورد كثير من المؤرخين والمفسرين أخبارًا عجيبة، وروايات غريبة عن يأجوج ومأجوج، ذكروا في هذه الروايات والأخبار أصلهم، ونسبهم، وأشكالهم، وألوانهم، ومكانهم!! وهذه الأخبار والروايات لا تعدو أن تكون مجرد خرافات وأوهام وخيالات وأساطير؛ لأنها أُخِذَت من الإسرائيليات، أُخِذَت من غير المصادر اليقينية، أي: القرآن والسنة الصحيحة النبوية، ولا يجوز ألبتة لأحدٍ أن يتكلم في مثل هذه الأمور الغيبية إلا بالدليل الصريح من القرآن، أو بالدليل الصحيح من سنة النبي ﵊. فلسنا في حاجة -على الإطلاق- لأن نلهث وراء الإسرائيليات والأخبار العجيبة والموضوعة، لنتكلم عن يأجوج ومأجوج أو عن ذي القرنين، وإنما يجب علينا جميعًا أن نقف عند النص اليقيني في كتاب ربنا، وفي سنة الحبيب نبينا؛ ففيهما الغنى، فلو علم الله في الزيادة -عما ذكر في القرآن، وعما ذكره المصطفى- خيرًا لذكرها لنا. إذًا: فلنقف أمام النص القرآني، وأمام الحديث النبوي الصحيح، من كلام الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعد هذه الكلمات أقول: يأجوج ومأجوج أُمَّتَانِ من البشر من ذرية آدم ﵇، يتميزون على بقية البشر بالاجتياح المروع، والكثرة الكاثرة في العدد والتخريب، والإفساد في الأرض بصورة لم يسبق لها مثيل!! وقال المحققون من أهل اللغة -نقلًا عن ابن منظور في لسان العرب وغيره من أهل اللغة-: يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان مشتقان من أجيج النار، أي: من التهابها، ومن الماء الأجاج: وهو الشديد الملوحة والحرارة. فشبَّهوهم بالنار المضطرمة المتأججة، وبالمياه الحارة المحرقة المتموجة؛ لكثرة تقلبهم، واضطرابهم، وتخريبهم، وإفسادهم في الأرض. هذا هو التأصيل الذي لابد منه بداية؛ حتى لا نعطي لخيالنا العنان؛ لنلهث وراء الخرافات والأساطير والأوهام.

20 / 3