The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
Daabacaha
مطبعة سفير
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
المبحث الحادي عشر: موت النبي ﷺ شهيدًا
عن عائشة ﵂ قالت: «كان النبي ﷺ يقول في مرضه الذي مات فيه: «يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام (١) الذي أكلت بخيبر (٢)، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَري (٣) من ذلك السم» (٤).
وقد عاش ﷺ بعد أكله من الشاة المسمومة بخيبر ثلاث سنين، حتى كان وجعه الذي قُبض فيه (٥)، وقد ذُكِرَ أن المرأة التي أعطته الشاة المسمومة أسلمت حينما قالت: من أخبرك؛ فأخبر ﷺ أن الشاة المسمومة أخبرته، وأسلمت وعفا عنها رسول اللَّه ﷺ أولًا، ثم قتلها
بعد ذلك قصاصًا ببشر بن البراء بعد أن مات ﵁ (٦)، وقد ثبت
_________
(١) ما أزال أجد ألم الطعام: أي أحس الألم في جوفي بسبب الطعام. الفتح، ٨/ ١٣١.
(٢) وذلك أنه عندما فتح خيبر أُهديت له ﷺ شاة مشوية فيها سم، وكانت المرأة اليهودية قد سألت: أي عضو من الشاة أحب إليه؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم، فلما تناول الذراع لاك منها مضغة، ولم يسغها، وأكل معه بشر بن البراء فأساع لقمته، ومات منها، وقال لأصحابه: أمسكوا عنها، فإنها مسمومة، وقال لها: ما حملك على ذلك؟ فقالت: أردت إن كنت نبيًّا فيطلعك اللَّه، وإن كنت كاذبًا فأريح الناس منك ...». انظر: فتح الباري، ٧/ ١٩٧، والقصة في البخاري، برقم ٣١٦٩، و٤٢٤٩، و٥٧٧٧، والبداية والنهاية لابن كثير، ٤/ ٢٠٨.
(٣) الأبهر عرق مستبطن بالظهر، متصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه. الفتح، ٨/ ١٣١.
(٤) البخاري مع الفتح، ٨/ ١٣١، برقم ٤٤٢٨ وقد وصله الحاكم والإسماعيلي. انظر: الفتح، ٨/ ١٣١.
(٥) انظر: الفتح، ٨/ ١٣١، فقد ساق آثارًا موصولة عند الحاكم، وابن سعد. الفتح، ٨/ ١٣١.
(٦) انظر: التفصيل في: فتح الباري، ٧/ ٤٩٧، والبداية والنهاية لابن كثير، ٤/ ٢٠٨ - ٢١٢.
1 / 69