The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
Daabacaha
مطبعة سفير
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
حتى قُبض» (١)، والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالبًا كان بسبب قلّة الشيء عندهم، على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم (٢)؛ ولهذا قالت عائشة ﵂: «خرج النبي ﷺ من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير» (٣)، وقالت: «ما أكل آل محمد ﷺ أُكلتين في يوم إلا إحداهما تمر» (٤)، وقالت: «إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول اللَّه ﷺ نار، فقال عروة: ما كان يقيتكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء» (٥)، والمقصود بالهلال الثالث: وهو يُرى عند انقضاء الشهرين.
وعن عائشة ﵂ قالت: «كان فراشُ رسول اللَّه ﷺ من أدَم، وحشوُهُ ليفٌ» (٦)، ومع هذا كان يقول ﷺ: «اللَّهم اجعل رِزْقَ آل محمدٍ قوتًا» (٧).
_________
(١) البخاري مع الفتح، ٩/ ٥١٧ و٥٤٩، برقم ٥٣٧٤، و٥٤١٦.
(٢) انظر: فتح الباري، ٩/ ٥١٧، و٥٤٩، برقم ٥٣٧٤، ومن حديث عائشة ﵂، برقم ٥٤١٦.
(٣) البخاري مع الفتح، ٩/ ٥٤٩، برقم ٥٤١٤.
(٤) البخاري مع الفتح، ١١/ ٢٨٣، برقم ٦٤٥٥.
(٥) البخاري مع الفتح، ١١/ ٢٨٣، برقم ٦٤٥٩.
(٦) البخاري، برقم ٦٤٥٦.
(٧) البخاري، برقم ٦٤٦٠، ومسلم، برقم ١٠٥٥، والقوت: هو ما يقوت البدن من غير إسراف، وهو معنى الرواية الأخرى عند مسلم (كفافًا)، ويكف عن الحاجة، وقال أهل اللغة: القوت: هو ما يمسك الرمق، وفي الكفاف سلامة من آفات الغنى والفقر جميعًا، واللَّه أعلم، الفتح، ١١/ ٢٩٣، وشرح النووي، ٧/ ١٥٢، والأبي، ٣/ ٥٣٧.
1 / 13