The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
Daabacaha
المطبعة المصرية ومكتبتها
Lambarka Daabacaadda
السادسة
Sanadka Daabacaadda
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
Noocyada
﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ﴾ بإرادتها؛ بل تموت ﴿بِإِذُنِ اللَّهِ﴾ حين ينتهي أجلها المحدد لها فإذا جاء أجلها لا تستأخر ساعة ولا تستقدم ﴿كِتَابًا﴾ مكتوبًا عند الله ﴿مُّؤَجَّلًا﴾ أي مؤقتًا بأجل معلوم؛ فلا ينفع الجبن، ولا تنجى الهزيمة ﴿قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ ﴿وَمَن يُرِدِ﴾
بعمله ﴿ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ﴾ ما كتب له ﴿مِنْهَآ﴾ وليس له حظ في ثواب الآخرة ﴿وَمَن يُرِدِ﴾ بعمله ﴿ثَوَابَ الآخِرَةِ﴾ وما أعده الله للمتقين ﴿نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾ ما يستحقه من النعيم المقيم
﴿وَكَأَيِّن﴾ وكم ﴿مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ﴾ أي ربانيون؛ وهم العلماء العاملون، والمؤمنون الموحدون: حواريو الأنبياء وخاصتهم ﴿فَمَا وَهَنُواْ﴾ أي فما فتروا، وما انكسرت همتهم، أو ضعفت نفوسهم ﴿وَمَا اسْتَكَانُواْ﴾ وما خضعوا ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ في الحرب، وعلى البأساء والضراء، وعلى الطاعة، وعن المعصية
﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ﴾ أي لم يكن قولهم هذرًا ولا لغوًا ولا شكاية، ولا تأففًا وتضجرًا؛ وإنما طاعة وصبرًا؛ ولم يكن قولهم ﴿إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا﴾ تجاوزنا الحد فيما أمرتنا به، ونهيتنا عنه ﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾ في الحرب؛ فلا تزول من مكانها إلا إلى النصر والظفر من هنا نعلم أن واجب الإنسان حين يدعو ربه لدفع ملمة، أو رفع كربة: أن يتجرد من دنياه، ويستغفر من خطاياه، ويتجه إلى مولاه؛ فيستجيب دعاه ألا ترى - هداك الله تعالى إلى مرضاته - إلى قول العزيز الجليل:
﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا﴾ بالنصر والغنيمة والذكر الحسن ﴿وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ﴾ بالجنة والنعيم المخلد، ورضي عنهم وأرضاهم
﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلاَكُمْ﴾ ناصركم ومتولي أموركم
﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ﴾ منكم؛ فلا يستطيعون مقاتلتكم ﴿بِمَآ أَشْرَكُواْ﴾ أي بسبب إشراكهم ﴿بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ حجة أو برهانًا ﴿وَمَأْوَاهُمُ﴾ مرجعهم.
⦗٨١⦘ ﴿مَثْوَى﴾ مقام
1 / 80