60

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

Daabacaha

المطبعة المصرية ومكتبتها

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

Noocyada

﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ أي طلبًا لرضائه ﴿وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ أي متثبتين مستيقنين بحسن جزائه، ومزيد ثوابه ﴿كَمَثَلِ جَنَّةٍ﴾ بستان ﴿بِرَبْوَةٍ﴾ مكان مرتفع ﴿أَصَابَهَا وَابِلٌ﴾ مطر شديد ﴿فَآتَتْ أُكُلَهَا﴾ أنتجت ثمرها ﴿ضِعْفَيْنِ﴾ أي مثلي ما يثمر غيرها ﴿فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ﴾ مطر قليل؛ وهو الرذاذ، أو الندى. أي أن المنفقين ابتغاء وجه الله تعالى: يتضاعف لهم ثواب أعمالهم، ويجزون عنها الجزاء الأوفى؛ وذلك بعكس المرائي الذي يمحي ثواب عمله
﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ﴾ استفهام للإنكار ﴿أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ﴾ بستان ﴿مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ ذكر الله تعالى النخيل والأعناب في غير موضع من كتابه الجليل؛ وذلك لفتًا لأنظار ذوي الاعتبار إلى ما يحتويه الصنفان من فوائد تجل عن الحصر: فمن فوائد التمر أنه يقوي الكبد والرئتان والحلق، ويزيد في الباه مع الصنوبر، وأكله على الريق: قاتل لديدان المعدة، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن؛ ويعتبر التمر غذاء ودواء، وفاكهة. أما العنب فهو من أجل الفواكه وأكثرها نفعًا؛ وهو يسهل ويسمن، ويقوي القلب والرئتان، ويقطع البلغم ﴿وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ﴾ ضعف عن السعي والكسب، واحتاج إلى الدعة والراحة ﴿وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ﴾ أبناء صغار ضعاف؛ لا يقدرون على السعي والكسب ﴿فَأَصَابَهَآ﴾ أي أصاب جنته؛ الذي أصبح هو وذريته في مسيس الحاجة إلى ثمارها ﴿إِعْصَارٌ﴾ ريح شديد مهلكة ﴿فِيهِ نَارٌ﴾ أي في هذا الإعصار نار ﴿فَاحْتَرَقَتْ﴾ جنته بما فيها من نبات وثمار وهذا تمثيل لذهاب ثواب المرائي يوم القيامة؛ وهو أشد ما يكون احتياجًا إلى قليل الثواب
﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ أي من أحسن ما عندكم وأنفسه ﴿وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ﴾ من سائر صنوف النبات والفاكهة ﴿وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ أي لا تقصدوا أردأ ما عندكم فتجودوا به؛ يؤيده قوله تعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ ﴿وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ﴾ أي لو قدم لكم ⦗٥٥⦘ ما تقدمونه من الخبيث؛ لتأخذوه في حق من حقوقكم؛ ما قبلتموه لفساده ورداءته ﴿إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ﴾ أي إلا أن تغضوا أبصاركم عن خبثه ورداءته؛ فكيف تقدمونلله ما لا ترضونه لأنفسكم أتجعلونلله ما تكرهون؟ والإغماض: غض البصر. وهو كناية عن المسامحة ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ﴾ عنكم وعن إنفاقكم؛ ولكنه تعالى يمتحن بهذه الأوامر قلوبكم ﴿حَمِيدٌ﴾ محمود، وأهل لكل حمد. أو «حميد» يحمد أفعالكم الحسنة؛ فيجازيكم عليها

1 / 54