171

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

Daabacaha

المطبعة المصرية ومكتبتها

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

Noocyada

﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ﴾ عن النبات ﴿وَالنَّوَى﴾ عن النخل ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ أي النبات الغض من الحب اليابس ﴿وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ﴾ الحب اليابس من النبات، أو الإنسان من النطفة، والنطفة من الإنسان، أو المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن ﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ فكيف تصرفون
﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ﴾ خالق نور النهار ﴿وَجَعَلَ الْلَّيْلَ سَكَنًا﴾ تسكن فيه سائر المخلوقات، وتهدأ مما أصابها من تعب النهار ووصبه جعل ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ أي جعلهما تعالى - فضلًا عن كونهما للإنارة والنفع العام - فهما لمعرفة الحساب الزمني؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ الْلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ هي آدم ﵇ ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ المستقر: رحم المرأة. والمستودع: صلب الرجل. أو المستقر: من خلق من الخلائق؛ فاستقر في الأرض، والمستودع: من لم يخلق بعد. وزعم بعضهم أن المستقر: الرحم. والمستودع: القبر. وهو ليس بشيء؛ إذ أن المقام مقام إنشاء: «إن الله فالق الحب والنوى. فالق الإصباح وهو الذي أنشأكم.
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه» ﴿فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا﴾ أي أخضر ﴿نُّخْرِجُ مِنْهُ﴾ أي من الخضر ﴿حَبًّا مُّتَرَاكِبًا﴾ متراكمًا؛ بعضه فوق بعض؛ وهو السنبل وما يشبهه ﴿قِنْوَانٌ﴾ جمع قنو؛ وهو العذق؛ وهو من التمر: كالعنقود من العنب ﴿دَانِيَةٌ﴾ سهلة الجنى والمنال ﴿وَجَنَّاتٍ﴾ حدائق ﴿مِّنْ أَعْنَابٍ﴾ (انظر آية ٢٦٦ من سورة البقرة) ﴿مُشْتَبِهًا﴾ في الشجر واللون ﴿وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ﴾ في الطعم؛ فمنه الحلو والمز والحامض، وجميع ذلك ﴿يُسْقَى بِمَآءٍ وَاحِدٍ﴾ فجلَّ الصانع المبدع ⦗١٦٦⦘ ﴿انْظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ﴾ كيف يكون فجًا؛ لا طعم فيه، ولا لون له، ولا رائحة انظروا بعد ذلك إلى نضجه؛ بعد أن تتحول مرارة الثمرة إلى حلاوة، ويابسها إلى طراوة، وخضرتها إلى احمرار أو اصفرار؛ حتى تلذ في الطعم، وتلين في القضم، وتسهل في الهضم؛ وهذا كله ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾

1 / 165