173

The Clear Statement on the Biography of the Master of the Messengers

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Daabacaha

دار الندوة الجديدة بيروت

Goobta Daabacaadda

لبنان

Noocyada

-صلوات الله وسلامه عليه- على المشركين وهو يقرأ: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ ١. فألقى الله النوم عليهم فلم يره أحد منهم٢ ثم تقابل الرسول ﷺ مع أبي بكر وسارا حتى بلغا غار ثور فاختبآ فيه ثلاث ليال حتى ينقطع الطلب عنهما، وتيأس قريش من مطاردتهما.

١ سورة يس، الآية ٩. ٢ "سيرة ابن هشام" ٢/ ١٢٧، و"مسند أحمد" كما في "البداية" بسند حسن ٣/ ١٨١.

في غار ثور: وصل رسول الله ﷺ إلى غار ثور ومعه صاحبه الوفي الأمين أبو بكر الصديق ﵁ وقد سبق أبو بكر رسول الله إلى دخول الغار ليستبرئه. فلما اطمأن إلى سلامته من الهوام والحشرات، نادى الرسول ﷺ بالدخول ومكثا في ذلك الغار الموحش ثلاث ليال. وكان عبد الله بن أبي بكر قد عرف من أبيه حين الهجرة من مكة أنه سيلجأ مع النبي ﷺ إلى غار ثور ... فكان إذا جن الليل ينطلق إلى الغار فيقص على رسول الله ﷺ وعلى أبيه ما رأى من مشركي قريش وما سمع من تدبيرهم، ثم يأتي عامر بن فهيرة مولى أبي بكر بأغنامه فينال الرسول ﷺ وأبو بكر من ألبانها ولحومها ما يشاءان، ثم يعود عبد الله بن أبي بكر، ويعود عامر بالقطيع وراءه ليعفي على أثره، ويعود اللاجئان إلى عزلتهما بالغار يؤنسهما الإيمان وتحيط بهما عناية الرحمن. وقد فزع مشركو قريش لهجرة رسول الله ﷺ وخروجه من مكة أشد الفزع، فطاردوه في كل مكان وقعدوا له كل مرصد، وتتبعوا آثاره وآثار صاحبه حتى

1 / 176