وعن الحسن :أنه كان يبكي إذا قرأها ويقول: نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس، وإنما عجب النبي لأن يوسف ترك عادته في الصبر والتوكل على الله، والإلتجاء إلى دون غيره.
قال الحاكم: ويحتمل أنه فعل ذلك من غير إذن، ويحتمل أنه كان متعبدا بأن لا يشكوا إلا غيره، فحصل من هذا أن التوكل والإلتجاء إلى الله أفضل، ويجوز الاستعانة، وقد يجب في حال.
قوله تعالى:
{فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم}.
المعنى أن يوسف أراد ظهور براءته لئلا يتسلق الحاسدون إلى تقبيح أمره بطول، ويجعلوه سلما إلى حط منزلته، وقوله تعالى:{ارجع إلى ربك}أي إلى سيدك، وهو ملك مصر، وقوله:{إن ربي بكيدهن عليم}.المعنى أن الله عالم بكيدهن :عن أبي علي.
وعن أبي مسلم: إن ربي - يعني - العزيز.
قال الحاكم: والأول الوجه.
ولهذا ثمرات:
الأولى: أن الاجتهاد في نفي التهمة مشروع، وعليه قوله : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقف مواقف التهم)).
ومنه ما روي أنه قال للمارين به في معتكفه وعنده بعض نسائه هي فلانة اتقاء للتهمة،
وفي كلام يوسف -عليه السلام- في قوله:{فاسأله ما بال النسوة} ولم يقل سله عن أن يفتش عن شأنهن دلالة على حسن قضاء الغرض بما هو الأقرب إلى تأديته ؛ لأن السؤال مما يهيج إلى البحث، وهذا دليل على أنه ينبغي حسن السؤال في طلب العلم.
الثانية: جواز التسمية بالرب للسيد، ومن يلي الأمر على القائل.
قوله تعالى:
{قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}
لهذه الجملة ثمرات:
Bogga 76