قوله تعالى: {وزلفا من الليل} أي : ساعات من الليل قريبة من آخر النهار من أزلفة إذا قربه، وأراد المغرب, والعشاء، :ذكره الأصم، وفسر به الزمخشري.
قال في (الروضة والغدير): وهو الوجه عندنا.
وعن ابن عباس ,ومجاهد، وابن زيد: هي صلاة العشاء.
وقوله تعالى:{إن الحسنات يذهبن السيئات} في الكشاف وجهان:
الأول: أنه أراد تكفير الصغائر بالطاعات، وفي الحديث: ((إن الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر)).
قال جار الله: هذا قول أكثر المفسرين.
الثاني: أن فعل الحسنات يكون لطفا في ترك السيئات، كقوله تعالى:{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
وعن مجاهد: الحسنات: قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقيل: أراد بالحسنات التوبة.
وقيل: إنها نزلت في أبي اليسر عمرو بن غزية الأنصاري كان يبيع التمر، فأتته امرأة فأعجبته فقال لها: إن في البيت أجود من هذا التمر، فذهب بها إلى بيته وضمها إلى نفسه وقبلها، فقالت له: اتق الله، فتركها، وندم فأتى رسول الله فأخبره بما فعل فقال: ((انتظر أمر ربي)) فلما صلى صلاة العصر نزلت، فقال: نعم (( اذهب فإنها كفارة لما فعلت)).
وروي أنه أتى أبا بكر فأخبره فقال: استر على نفسك وتب إلى الله تعالى، فأتى عمر فقال له مثل ذلك، ثم أتى رسول الله فنزلت، فقال عمر: هذا له خاصة أم للناس عامة؟ فقال: ((بل للناس عامة)).
وروي أنه قال: ((توضأ وضوءا حسنا، وصل ركعتين إن الحسنات يذهبن السيئات))
وفي هذا الحديث ونظائره دلالة على أن التعزير يسقط بالتوبة؛ لأن هذا جاء نادما باكيا، فأما لو لم يتب فالذي حصله القاضي زيد للمذهب أنه واجب؛ لأنه حق الله تعالى، فأشبه الحد.
وقال الشافعي: لا يجب لقوله : ((اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ما لم يكن حدا)).
قوله تعالى:
Bogga 66