205

Macmacaanka Dhirta Caleenta Laga Qaato

طيب المذاق من ثمرات الأوراق

Daabacaha

مكتبة الجمهورية العربية، مصر

فاستولى عليه الطرب المفرط وطاب عيشه كثيرا ومن شدة طربه وسروره قال لي يا سيدي أتأذن لي أن أغني ما سنح بخاطري وإن كنت من غير أهل هذه الصناعة فقلت هذا زيادة في أدبك ومروءتك فأخذ العود وغنى:

شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا ... فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا

وذاك لأن النوم يغشى عيونهم ... سريعا ولا يغشى لنا النوم أعينا

إذا ما دنا الليل المضر بذي الهوى ... جزعنا وهم يستبشرون إذا دنا

فلو أنهم كانوا يلاقون مثل ما نلاقي لكانوا في المضاجع مثلنا

فو الله أحسست بالبيت قد سار بي وذهب عني كل ما كان بي من الهلع وسألته أن يغني فغنى:

تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل

وما ضرنا إنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل

وإنا لقوم لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول

يقرب حب آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول

فداخلني من الطرب ما لا مزيد عليه إلى أن عاجلني السكر فلم أستيقظ إلا بعد المغرب فعاودني فكري في نفاسة هذا الحجام وحسن أدبه وظرفه فقمت وغسلت وجهي وأيقظته وأخذت خريطة كانت صحبتي فيها دنانير لها قيمة فرميت بها إليه وقلت له استودعتك الله فإنني ماض من عندك وأسألك أن تصرف ما في

Bogga 207