287

Fududeynta Tafsiirka

تيسير التفسير

Noocyada

، ولا نسلم أن همزة إثم عن واو، من وثم الشىء كسره، والذنب يكسر الأعمال الصالحات أى يحبطها.

[4.113]

{ ولولا فضل الله عليك } يا محمد { ورحمته } بإعلامه إياك بالوحى بما هم به طعمه، وقومه، من تبرئة طعمه الخائن، أو بنوا أبيرق وبهت اليهودى، وهذا الإعلام فضل، من حيث إنه زيادة على إنزال الحلال والحرام، إذ لم يبقك على ما يجوز لك من العمل بالظاهر، كما تعبد بالعمل به، ورحمة من حيث إنه إنعام عليك بالبيان أو فضله بالنبوءة، ورحمته بالعصمة، أو فضله بالنبوة ورحمته بالوحى أو فضله بالحفظ ورحمته بالحرس { لهمت طآئفة منهم } من للبيان، أى طائفة، هى هؤلاء المختانون المجادلون، قوم طعمه، أو المجادلون عن بنى أبيرق، المجموع لا الجميع، أو الجميع، بأن رضى من لم يبيت منهم، وصوب فعلهم، ولم أجعلها للتبعيض بعود الضمير فى منهم لقوله،

الذين يختانون

[النساء: 107]، لأن من اتصف بالاختيار كلهم هموا، اللهم إلا أن يرد الهاء إلى قومه، كلهم، على أنهم له يهموا كلهم، بل طائفة فقط، ولو لم يجر لهم ذكر لصحة المعنى أو بعود الهاء إلى الناس كذلك، وقيل المراد المنافقون، إذ هموا أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم { أن يضلوك } أى بأن يضلوك عن القضاة بما فى نفس الأمر، من أن السارق هو طعمة أو بنو أبيرق إلى الحكم بحسب الظاهر، وهو أنه اليهودى؛ فهذا الإضلال بمعنى مطلق الإذهاب عن الشىء، لا الإيقاع فى الحرام لأنه صلى الله عليه وسلم لو حكم بالظاهر دون نزول الوحى لم يأثم، وجواب لولا ينفى لثبوت، شرطها، وهمهم بالإضلال ثابت غير منتف هنا لأنهم هموا، فيجاب، بأن المعنى لأثر فيك همهم، فاستعمل لفظ السبب فى معنى المسبب، قيل: أو لهمت طائفة من الناس أن يضلوك عن دينك مطلقا، لا فى خصوص مسألة طعمة وفيه أن هذا الهم واقع فى مكة، وفى المدينة أو الجواب لأضلوك محذوفا، ولهمت جواب قسم، أى والله لهمت، وفيه أنه لا يقع جواب القسم ماضيا متصرفا مجردا عن قد إلا قليلا، ودعوى تقدير قد تكلف، وقد قيل: أراد قوم مبايعته على أن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم، فلم يقبل منهم، لأن ذلك بقاء على شائبة كفر، وقوم شرطوا أن يتمتعوا بالأصنام سنة ولم يقبل منهم { وما يضلون } الإضلال المهلك، أو ما يضرون، لأن الإضلال سبب للإهلاك { إلآ أنفسهم } لأن وبال الإضلال عليهم، وما أثروا فيك، وأما إذهابه عن القضاء بما فى نفس الأمر لو أذهبوه عنه فليس بضار له، لأنا تعبدناه بالظاهر { وما يضرونك من شىء } أى شيئا، أى ضرا، ولو قضيت بما أحبوا من الحكم على اليهودى، لأنه هو الظاهر، ولا ميل لك عن الحق، ولا أكلفك الغيب، فكيف وقد أخبرك الله بالغيب وجريت عليه { وأنزل الله عليك الكتاب } القرآن { والحكمة } سائر الوحى والآداب، ومن الإنزال إنزال الهم على قلبه، أو الكتاب، والحكمة القرآن لأنه مكتوب وحكمة { وعلمك ما لم تكن تعلم } من الغيب، مما سيكون، أو كان فى الحال، أو فى الأمم السابقة، وما فى الصدور فصرت معجزا به كما أعجزتهم بالقرآن، ومن الخير والشر ومن أمر الدين وهو غير القرآن لأن القرآن ألفاظ، أو الحكمة معانى القرآن، وما لم يعلم هو الغيب { وكان فضل الله عليك عظيما } هو رسالة عامة تامة خاتمة لا تعقبها نبوءة ولا كتاب، والشفاعة العظمى.

[4.114]

{ لا خير فى كثير من نجواهم } نجوى الناس عموما،وليس المراد قوم طعمة بن أبيرق كما قيل، والنجوى ما يتحدث به اثنان فصاعدا، منحازين به عن غيرهم، كذا ظهر لى، ثم رأيته للزجاج، وانحيازهم به مسارة عن غيرهم ولو جهروا به فيما بينهم، وشرط بعض الأسرار بينهم، أو النجوى المتناجون، والمفرد نجى كمريض ومرضى، أو التناجى { إلا من أمر } منهم غيره، أى إلا نجوى من أمر، أو إلا أمر من أمر، أو الاستثناء منقطع، وإن أريد بالنجوى المتناجون كان متصلا، فإنه يكفى فى صحة الاتصال صحة الدخول فيما قبل إلا، ولو لم يجزم به، نحو جاءنى كثير من الرجال إلا زيدا، وشرط بعضهم الجزم، فيكون المثال من المنقطع، وكذا الآية { بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } أى إلا متناجين، أمروا بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، أو إلا تناحى من أمر، والصدقة تشمل الواجبة وغيرها، والمعروف ما يستحسنه الشرع ولو أنكره العقل، لأنه لا نقول بالتحسين والتقبيح العقليين، وذلك كالكلمة الطيبة لأهله، وتعليم العلم، والأمر والنهى، وإغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، والقرض، قالت أم حبيبة رضى الله عنها: إن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

" كلام ابن آدم كله عليه، لا له، إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهى عن منكر، أو ذكر الله "

، والمعروف يعم الصدقة، خصها بالذكر تعظيما لها، وخص الثلاثة لأن عمل الخير فى حق الغير، إما إيصال النفع بالمال وهو الصدقة، وإما بمنفعة روحانية وهى الأمر بالمعروف، وإما دفع الضر وهو الإصلاح بين الناس فى فساد فى واقع أو مشرف عليه، كذا قيل، وبقيت المنفعة بالبدن، وعن ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم:

" أفضل الصدقة إصلاح ذات البين "

Bog aan la aqoon