. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
سكونها. وهذا هو الأكثر في كلامهم، لأ (نه) أدل على المحذوف.
وأنشد أبو الفتح ﵀ لزهير:
٢٤١ - يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك
وقال النابغة:
٢٤٢ - فصالحونا جميعًا إن بدالكم ... ولا تقولوا لنا أمثالها عام
أراد: يا عامر، وقد رخمت العرب حارثًا ومالكًا وعامرًا كثيرًا، لأنهم كثيرًا ما يسمون بها وخالف الفراء البصريين في ترخيم هرقل على القول الأول، فقال: أقول: ياهر بحذف القاف واللام، لأني لو أبقيت القاف ساكنة لصار آخره كآخر الحروف، ويقال للمحتج عنه: أخبرنا عن وزن المرخم في قولك: يا حار ما هو؟ فإن قال: هو فعل فقد أخطأ، لأنه فاعل من الحرث. وإن قال: وزنه فاع فيقال له: أهذا وزن موجود في الكلام أم غير موجود؟ فإن قال: موجود فقد أخطأ، وإن قال: غير موجود، فيقال له: لماذا فررت من قولك / يا هرق لئلا يشبه الحروف ولم تفر من قولك يا حار، لأنه على وزن معدوم، والإلزامات في هذا كثيرة.
والمذهب الثاني: تنزيل الاسم المرخم منزلة ما لم يحذف منه شيء، لأنهم كرهوا أن يكون النداء لبعض الاسم، فيضمون المكسور والمفتوح والساكن، فيقولون: ياحار ويا جعف ويا هرق، وأما المضموم نحو برثن، فإنك تقول فيه على القولين: يا برث فضمة الثاء في القول الأول هي الضمة التي كانت في حشو الكلمة نحو برثن. وهي في القول الثاني ضمة مستأنفة بمنزلة الضمة في قولك: يا حار.