192

Tafsiirka Muuqataa: Xaaladda Hadda ee Habka Phenomenological iyo Codsigeeda Dhinaca Diinta

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

Noocyada

7

كل عبارة بمفردها في النص الظاهرياتي ليس لها معنى، ولا يظهر المعنى إلا إذا دخل في القصد الكلي للعمل، هناك عبارات لا معنى لها لأنها مجرد عبارات ربط أو طرق في الكلام، هي مثل كلمات-التعبير الضرورية للربط بين الألفاظ والمعاني، هي عبارات الوصل بين الجمل مثل حروف العطف بين الكلمات.

وإذا كانت كل عبارة تكمل الأخرى؛ ومن ثم لا تتعارض النصوص مع بعضها البعض من أجل حل تعارض ظاهر، كل عبارة في سياقها، وتدخل في قصديته النصية، ليست كل السياقات على نفس المستوى، ولا تكشف كل «القصديات» عن الموضوع الحي من نفس الجانب، أنطولوجيا لا توجد تناقضات، بناء الوجود وحده هو الضامن لحقيقة كل تحليل لأحد هذه الجوانب.

ولا تفسر كل عبارة في النص الظاهرياتي بمعزل عن العبارة الأخرى، وتتكاتف كل العبارات للتعبير عن القصد الذي يشع منها، لا تعطي كل عبارة معنى بذاتها ولكنها تدل في مجموعها على معان، ولا تستقل كل فقرة عن الأخرى بل تتداخل الفقرات فيما بينها لتدل على قصد أكثر عمومية، ويمهد كل فصل وكل باب، وكل قسم وكل كتاب، بل وكل مجلد أو جزء أو مجموعة، للفصل أو الباب أو القسم أو المجلد أو الجزء أو المجموعة القادمة، كل عمل يشرح الآخر؛ ومن ثم يستحيل عمل «شريحة» ظاهراتية أي مقطع في أي مكان لرؤية نسيجه الداخلي خارج العضو كله، لا يوجد متناه في الصغر؛ أي «جينات» تدل على متناه في العظم. صحيح أن الدراسة التكوينية للظاهريات ممكنة، ولكن دون تفكيكها في عبارات ثم إعادة تركيبها من جديد، ويمكن رؤية نشأة الظاهريات وتطورها واكتمالها في قصديتها العامة الموجودة في العمل كله، ويساعد فهم هذه القصدية على فهم العمل كله، بل وتصحيح الفهم الخاطئ له، ومع ذلك، لكل عبارة استقلالها إذا فهم قصدها، وتكشف كل فقرة جانبا من الواقع لو أمكن رؤيته مستقلا عن الآخر، الكل ما هو إلا صورة مكبرة من الجزء، والجزء ما هو إلا صورة مصغرة من الكل؛ لذلك يكفي في الظاهريات التطبيقية أخذ عبارة لتطبيق نظرية بأكملها مثل: «الشعور ينطلق نحو»، «كل شعور هو شعور بشيء»، «وضع الأشياء بين قوسين» ... إلخ.

8

واستقلال العبارة والفقرة ومجموعة التحليل مطلب للبداية الجذرية، كان مؤسس الظاهريات يبدأ كل يوم بداية جديدة، يبدأ من لا شيء لينتهي إلى كل شيء، وليس كالتفكيكيين المعاصرين، البداية من شيء والانتهاء إلى لا شيء أو العدميين، البداية من لا شيء والانتهاء إلى لا شيء. (3) الفقرة

9

كل فقرة في النص الظاهرياتي وصف لأحد جوانب الشيء، لها استقلالها ووحدتها، وكل فقرة مستقلة عن الأخرى في قصديتها الجزئية، ومرتبطة بباقي الفقرات بالقصدية الكلية لمجموع الفقرات.

وتقع الظاهريات أحيانا في تفسير حرفي، فلا يهم أي نص له هذا المعنى أو ذاك لو كان هذا النص أو هذا المعنى هامشيا للغاية بحيث لا يغير شيئا في جوهر التحليل، وفي هذا الإطار، يحاول كل ظاهرياتي أن يبين قدرته على احتواء النصوص حتى الجهاز النقدي في الهامش الخاص بتغيرات المخطوطات كما هو وارد في تحقيق النصوص القديمة أو نشر الكتب المقدسة، وينسى الأهم وهو صلب النص، وضد هذا المنهج الحرفي ذاته تثور الظاهريات؛ فالكل ليس مركبا من عدة أجزاء، الكل له وحدته المثالية.

10

Bog aan la aqoon