[فتح صنعاء ونواحيها وأسر ابنه المرتضى]
ثم فتح صنعاء ودخلها وأقام بها، وشرد المخالفين عنها، وأخاف الظالمين من أهلها، وأقام العدل في كافتها، ثم حاربوا الهادي وابنه المرتضى، وأسروه من موضع يعرف بمدر في شهر رجب من سنة تسعين ومائتين فغدوا بهم إلى صنعاء فبيتوهم في بعض الطريق، فلما أصبح اليوم الثاني وهو يوم الخميس، غدوا لهم بالإبل فأركبوهم عليها، وكان أبوالقاسم على بغلة تجاه أصحابه ومضوا بهم حتى أدخلوهم صنعاء، وطافوا بهم في أسواقها وخذل بذلك أهل صنعاء خذلا شديدا، وانصرف الهادي إلى الحق حتى صار إلى ورور، وتتالت إليه الأخبار، وأقام بها، وأخباره يطول وأطلعوا أبا القاسم حصن بيت بوس وصاحبه، فكان مما قاله وهو مأسور في بيت بوس أشعار منها قوله:
يا بيت بوس حللنا في حواك على .... خذلان أمتنا من بعد ميثاق
ماذا اعتذارهم عند النبي غدا .... إذ لا تقومون في نصري وإطلاقي
أيطمعون بدار الخلد إنهم .... فيما رجوه على حدباء من لاق
ليس الرسول براض بالذي فعلوا .... إذا لهم كشف الهادي عن ساق
قل للعبيد إذاما جئت ناديهم .... وحولهم خزوا من كل فساق
كأنني بعد أيام بدولتكم .... وأنتم مزق في كل آفاق
حتى على رغمكم أنجو ويعقبكم .... ربي بجدة دنياكم بإخلاق
لا تأمنني فإن الدهر ذو عقب .... والله يحدث أمرا كل إشراق
حسبي عليكم هلاك واذكروا خبري .... إن النصيحة لا تشرى بأوراق
أكل يوم أراكم تنقصون وقد .... أرى عدوكم يعلو بإسحاق
لا تحسبوا أنني آسىلحبسكم .... ونحوكم كان بقربتي وإعتاق
إن الذي نالني فتح علي لما .... نويت في الله مع صبري وأخلاقي وقال أيضا وهو مقيد:
Bogga 526