74

واجتهدوا(1) في إخراجه وأخرجوه بين المغرب والعشا، وكان في عرض خروجه كرامات كثيرة له عليه السلام ، ولما (وصل عليه السلام)(2) إلى الجراف وقع خسوف القمر وصلى صلاة الخسوف وسار(3) إلى هجرة العين، واتفق بالفقيه نجم الدين يوسف بن أحمد بن عثمان فحين رآه الفقيه سجد لله شكرا ثم طلع الفقيه في جوف الليل إلى حصن ثلا، وأخبر المشايخ فنزلوا إليه -عليه السلام- وأطلعوه إلى محل في رأس الحصن وأكرموه وطلب الناس منه إظهار الأمر الذي كان عليه قبل الأسر فرأوا خير ذلك حتى يتفق بالهادي علي (بن)(4) المؤيد عليه السلام لأنه كان قد دعا حال أسر المهدي(5) عليه السلام في هجرة قطابر، ثم وصل إلى الإمام المهدي عليه السلام جماعة من الفضلاء من شيعة ابن المؤيد عليه السلام مهنئين (ومعولين)(6) على اتفاقهما فسار عليه السلام إلى الشرف ووردت عليه(7) كتب ابن المؤيد عليه السلام أن صعدة قد آن فتحها(8) وأمكنت الفرصة منها وطلب المبادرة بوصوله عليه السلام.

فتقدم عليه السلام فلما وصل رأس فللة لقيه الهادي عليه السلام علي بن المؤيد وخطب خطبة عظيمة وأنشأ قصيدة بليغة منها:

تبلج جيش بعد أن كان موصدا ... به قمر يزهو به الشمس والقمر

وما جئت حتى أيس الناس أن تجي ... وسميت منصورا وجئت على قدر

وفي تلك الليلة بعث الهادي عليه السلام جماعة من خدمه دخلوا دار الأمير الباقر، ولزموا ولدي القاضي عبدالله بن الحسن الدواري -أحمد ويحيى-، والسيد الهادي بن إبراهيم.

Bogga 73