Tatbit Dala'il al-Nubuwwa
تثبيت دلائل النبو
Daabacaha
دار المصطفى-شبرا
Lambarka Daabacaadda
-
Goobta Daabacaadda
القاهرة
ومما يزيد في البيان عن كذبهم قول متى في انجيله: «ان المسيح كان يتمشى بين الزروع يوم السبت، وكان تلامذته قد جاعوا، فجعلوا يفركون السنبل ويأكلون، فلما رأى الأحبار ذلك قالوا له: إن تلاميذك هوذا يفعلون ما لا يحل لهم فعله في السبت، فقال المسيح: فما قرأتم ما صنع داود إذ جاع، كيف دخل بيت الله وأكل من خبز مائدة الرب الذي لم يكن يحل له أكله، ما خلا الكهنة فقط.
وقال لهم ايضا: «وما قرأتم في التوراة ان الكهنة في الهيكل يحلّون الهيكل وليس عليهم لوم» . فانظر كيف بيّن ان هؤلاء ما حلّوا «١» السبت ولا ما في التوراة، وأنهم انما عملوا بما يحل في التوراة، ولكنكم انتم جهلتم، فلو كان قد نسخها لقال/ لهم: انما فركوا السنبل في السبت لأن الله قد نسخ ذلك على يدي، ولم يحتج الى تبيين حال الاضطرار.
وذكر متى في انجيله ان المسيح لما أبرأ الرجل الأمثال قالت له اليهود:
هل يحل الإبراء في السبت؟ فقال لهم: اذا وقع لأحدكم كبش في البئر أما تستخرجونه، فالانسان أفضل من الكبش، وأنه قد يجوز أن يفعل الفعل الجميل في السبت، فلو كان حل السبت لقال ذلك وأظهره ولم يحتج، وقد قال لوقا في انجيله: ان المسيح كان يعلّم في يوم السبت في بعض الكنائس، وكان هناك امرأة بها مرض منذ ثمانية عشر سنة، وكانت منحنية، ولم تك تستطيع ان تبسط قامتها، فلما رآها المسيح قال لها: ايتها المرأة قد أطلقت من مرضك، فعوفيت من ساعتها. فقال رئيس اليهود: إن الايام التي يجوز فيها العمل ستة ايام ففيها تعالجون لا في السبت، فقال له المسيح: أما يطلق
(١) هكذا في الاصل، ولعلها أحلوا.
1 / 196