له ربقةٌ فيها ثلاثونَ محلقًا ... مناظرها بيضٌ وأجسامها حمرُ
إذا عوجَ الكتابُ يومًا سطورهمْ ... فليسَ بمعوجٍ له أبدًا سطرُ
وقال آخر
وكانَ جدُّ خداشٍ في كتابتهِ ... من أكتبِ الناسِ يا هارونُ للألفِ
ومن حسن ما قيل فيه وإنْ لم يكن فيه تشبيه قول ابن كناسة المنسرح
أبوكَ أدهى النجاد حامله ... كمْ من كميٍّ آدم ومنْ بطلِ
يأخذُ من مالهِ ومن دمهِ ... لم يمسِ من ثائرٍ على وجلِ
باب ٦٩ في
جرح اللسان
قال امرؤ القيس المتقارب
وذلك منْ نبإٍ جاءني ... وخبرتهُ عن أبي الأسودِ
ولوْ عن نثا غيرهِ جاءني ... وجرحُ اللسانِ كجرحِ اليدِ
وقال الأخطل
أفحمتُ عنكمْ بني النجارِ قد علمتْ ... عليَا معدٍّ وكانوا طالما هدروا
حتى استكانوا وهم مني على مضضٍ ... والقولُ ينفذُ ما لا تنفذُ الإبرُ
وله
وتصدُّ عنك مخيلةَ الرجلِ ال ... عريضِ موضحةٌ عن العظمِ
بحسامِ سيفكَ أو لسانكَ وال ... جرحُ الرغيبُ كأوعبِ الكلمِ
وقال جرير
لساني وسيفي صارمانِ كلاهما ... وللسيف أشوى وقعةً من لسانيا
وقال البصير
إني أعيذك أنْ تكونَ دريئةً ... لسهامِ رامٍ إنْ رمى أصمى
وقال آخر
وجرحُ السيفِ تدملهُ فيبري ... وجرحُ الدهرِ ما جرحَ اللسانُ
وقال حسان
لساني وسيفي صارمانِ كلاهما ... ويبلغُ مالا يبلغُ السيفُ مذودي
لعمرُ أبيكَ الخيرِ يا سعدُ ما نبا ... عليَّ لساني في الخطوبِ ولا يدي
ومما يشبهُ هذا وإنْ لم يكن فيه تشبيه قول يزيد بن مفرغٍ
يغسل الماء ما صنعتَ وشعري ... راسخٌ منك في العظامِ البوالي
باب ٧٠
قال نهار بن توسعة
كانتْ خراسانُ أرضًا إذْ يزيد بها ... وكلُّ بابٍ من الخيراتِ مفتوحُ
فاستبدلتْ قتبًا من بعدهِ لحزًا ... كأنما وجههُ بالخلِّ منضوحُ
وقال ابن الرومي يهجو الخلال زوج قسطنطين
لو تراهُ ثانيًا منْ عطفهِ ... مائلًا في السرجِ من فرطِ الصلفْ
شامخًا بالأنفِ من نخوتهِ ... فهوَ لوْ يسترعفُ الخلَّ رعفْ
وقال المهلبي المتقارب
وإنْ جاءكَ القومُ في حاجةٍ ... تفطرتَ حولينِ في العلةِ
وتلقاهمُ أبدًا كالحًا ... كأنْ قد عضضتَ على مصلةِ
وقال أعرابي في بني عمه
فقدتُ مواليَّ الذينَ كأنهم ... دماميلُ في وجهي عليَّ تبجسُ
إذا قلتُ ماتَ الداء بيني وبينهم ... أتى حاطبٌ منهم لآخرَ يقبسُ
وقال الطائي يهجو
وملكٍ في كبرهِ ونبلهِ ... وسوقةٍ في قولهِ وفعلهِ
بذلتُ مدحي فيه باغِي بذلهِ ... فجذ حبلَ أملي من وصلهِ
يعجبُ من تعجبي من بخلهِ ... كأنني أتيتهُ بعزلهِ
باب ٧١ في
القدور
قال الفرزدق
وقد علمّ الجيرانُ أن قدورنا ... ضوامنُ للأرزاقِ والريحُ زفزفُ
تفرغُ في شيزَي كأنَّ جفانها ... حياضُ الملا منها ملاءٌ ونصفُ
ترى حولهنَّ المعتفينَ كأنهم ... على صنمٍ في الجاهليةِ عكفُ
وقال معن بن أوس في قدرٍ
إذا ما انتحاها الموقدونَ رأيتها ... لوشكِ قراها وهيَ بالجزلِ تشعلُ
سمعتَ لها لغطًا إذا ما تغطمطتْ ... كهدرِ الجمالِ رزمًا حينَ تجفلُ
وقال أميةُ بن أبي الصلتِ
وقدورهُ بفنائهِ ... للضيفِ مترعةٌ زواخرْ
وكأنهنَّ بما شجي ... نَ وما حمينَ به ضرائرْ
زبدٌ وقرقرةٌ كقرْ ... قرةِ الفحولِ إذا تخاطرْ
وقال ابن المعتز يفتخر
والسيفُ راعِي إبلي في المحلِ ... يسلمها إلى قدورٍ تغلي
مثلِ الليالي سامحتْ بهطلِ ... ترقلُ فيها بالوقودِ الجزلِ
إرقالها في السير تحت الرحلِ
وقال آخر
كأنّ صوتَ إليها المستعجلِ ... قفزُ الشيوخِ للشيوخ الجهلِ
باب ٧٢ في
الشره
قال ابن الرومي لابن حاجب الشاعر وقد دعاه وغيرهُ واستتر عنهم
لهفا وقد جاءتك جفالةٌ ... كلُّ مغذٌّ ساغبٌ لاغبُ
إلا يلاقوكَ فتلقَى لهم ... أكلَ يتامى ما لهم كاسبُ
1 / 59