والوردُ لو فتشتَ فردًا في اسمهِ ... ما في الملاحِ له سميٌّ واحدُ
هذي النجومُ هي التي ربتهما ... بحيا السحابِ كما يربي الوالدُ
فانظرْ إلى الأخوينِ من أدناهما ... شبهًا بوالدهِ فذاك الماجدُ
أين الخدودُ من العيونِ نفاسةً ... ورئاسةً لولا القياسُ الفاسدُ
وقال الناشي المتقارب
أخص الصفات التي ... تناولها من كثبْ
عيونٌ بلا أوجهٍ ... لها حدقٌ من ذهبْ
وقال ابن المعتز
كأنَّ عيونَ النرجسِ الغضِ بيننا ... مداهنُ درٍّ بينهنَّ عقيقُ
إذا بلهنَّ القطرُ خلتَ دموعها ... بكاءَ عيونٍ كحلهنَّ خلوقُ
وقال ابن الرومي يستهدي نبيذًا
أدركْ ثقاتكَ أنهمْ وقعوا ... في نرجسٍ معه ابنةُ العنبِ
فهمُ بحالٍ لو بصرتَ بها ... سبحتَ من عجبٍ ومن طربِ
ريحانهمْ ذهبٌ على دررٍ ... وشرابهمْ دررٌ على ذهبِ
يا نرجسَ الدنيا أقمْ أبدًا ... للاقتراحِ ودائرِ النخبِ
هذبَ العيونُ إذا مثلنَ بها ... دررُ الجفونِ زبرجدُ القضبِ
وأنشدنا زبير بن بكار
شموسٌ وأقمارٌ من الزهرِ طلعُ ... لذي اللهوِ في أكنافها متمتعُ
نشاوَى تثنيها الرياحُ فتنثني ... ويلثمُ بعضٌ بعضها ثمَّ يرجعُ
كانَّ عليها من مجاجةِ طلها ... لآلئ إلا أنها هي ألمعُ
ويحدرُها عنها الصبا فكأنها ... دموعٌ مراها البينُ والبين يفجعُ
وقال ابن المعتز في قصيدة له يصف فيها جملة الأنوار
أما ترى البستانَ كيفَ نورا ... ونشرَ المنشورَ بردًا أصفرا
وضحكَ الوردُ على الشقائقِ ... واعتنقَ الغصنَ اعتناقَ وامقِ
في روضةٍ كحللِ العروسِ ... وخرمٌ كهامةِ الطاؤوسِ
وياسمين في ذرى الأغصانِ ... منتظمٌ كقطعِ العقيانِ
والسروُ مثلُ قضبِ الزبرجدِ ... قد استمدّ الماء من تربٍ ندِي
على رياضٍ وثرًى ثريِّ ... وجدولٍ كالمبردِ المجلي
وفرخَ الخشخاشُ حينًا وفتقْ ... كأنه مصحفةٌ بيضُ الورقْ
أو مثلُ أقداحِ من البلورِ ... تخالها تجسمتْ من نورِ
تبصرهُ بعدَ انتشارِ الوردِ ... مثلَ الدبابيسِ بأيدي الجندِ
والسوسنُ الآزاذُ منشورُ الحللْ ... كقطنٍ قد مسهُ بعضُ البللْ
وقد بدتْ فيه ثمارُ الكسبرِ ... كأنها جماجمٌ من عنبرِ
وحلقُ البهارِ حولَ الآسِ ... جمجمةٌ كهامةِ الشماسِ
وجلنارٌ كاحمرارِ الوردِ ... أو مثلُ أعرافِ ديوكِ الهندِ
والأقحوانُ كالثنايا الغرِّ ... قد فصلتْ أنوارها بالقطرِ
ومن جيد التشبيه فيها في ذم الشتاء
وقد نسيتُ شررَ الكانونِ ... كأنه نثارُ ياسمينِ
وتركَ البساطُ بعد الخمدِ ... ذا نقطٍ سودٍ كجلدِ الفهدِ
وتشبيه البهار بهامة الشماس مأخوذ من قول ابن الرومي في صفة روضة
وروضةٍ عذراء غيرِ عانسهْ ... جادتْ لها كلُّ سماءٍ راجسهْ
كأنما الألسنُ عنها لاحسهْ ... فيها شموسٌ للبهارِ وارسهْ
كأنها جماجمُ الشمامسهْ ... تروقكَ النورةُ منها الناكسهْ
بعينِ يقظَى وبجيدِ ناعسهْ ... لؤلؤةُ الطلِّ عليها فارسهْ
وقال ابن المعتز
يا ربما نازعتهُ ... روح دنانٍ صافيه
في روضةٍ كأنها ... جلدُ سماءٍ عاريهْ
وقال الأخيطل الواسطي
سقيًا لأرضٍ إذا ما نمتُ ينبهني ... بعد الهدوءِ بها قرعُ النواقيسِ
كأنه سوسنها في كل شارفةٍ ... على الميادين أذنابُ الطواويسِ
وقال ابن المعتز
ظللتُ بملهى خيرَ يومٍ وملعبِ ... تدور علينا الكأسُ في فتيةٍ زهرِ
لدي نرجسٍ غضٍ وسرو كأنهُ ... قدودُ جوارٍ ملنَ في أزرٍ خضرِ
وقال سعيد بن حميد يذكر روضةً
حفتْ بسروٍ كالقيانِ تلبسْ ... خضرَ الحريرِ على قوامٍ معتدلْ
فكأنها والريحُ تخطرُ بينها ... تنوي التعانقَ ثم يمنعها الخجلْ
وله
وترى الغصونَ إذا الرياحُ تنفستْ ... ملتفةً كتعانقِ الأحبابِ
وقال ابن الرومي
ورياضٍ تخايلُ الأرضُ فيها ... خيلاء الفتاةِ في الأبرادِ
1 / 42