الفصل "الثاني": (بين الجدل والمناظرة)
وهذا الفن يخالف فن الجدل، لأن علم المناظرة علم يقتدر به علي معرفة الصواب، فغرض المناظرة إظهار الصواب، وعلم الجدل على ما عرفه الشارح المسعود: علم يقتدر به على حفظ أي وضع كان وهدم أي وضع كان، انتهى. أقول: يريد من (أي) التعميم للحق والباطل. وقال في التلويح: الجدلي إما مجيب يحفظ وضعا أو معترض يهدم وضعا.
أقول: ولعل المعنى أن الجدلي إما معلل يجيب بجدله عن اعتراض السائل فيحفظ مدعاه، أو سائل يعترض بجدله على دعوى المعلل أو دليله، فيهدم دعوى المعلل أو دليله. فقواعد الجدل حيل ومغالطات لا ينبغي أن يقابل بها إلا الخصم المتعنت. ولا يختص فن الجدل بحفظ مسألة فن معين، إلا أن الفقهاء تصرفوا في الجدل، فأوردوا المجالات العامة على المسائل الفقهية، حتى توهم أن علم الجدل اختصاص بالفقه، كذا يفهم من
1 / 142