Taariikhda Tarjamada iyo Dhaqdhaqaaqa Dhaqanka ee Xilliga Maxamed Cali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Noocyada
وقد حققت المدرسة هذين الغرضين بهمة رفاعة التي لا تعرف الملل، وجهده المتصل، وملأت مصر والمدارس بالمترجمين والمدرسين، وقد ذكر صالح مجدي بك في كتابه «حلية الزمن» أسماء النابهين الذين نبغوا من تلاميذ رفاعة في مدرسة الألسن، وعدة هؤلاء سبعة وستون، وذكر المستر «دن»
192
أن المدرسة خرجت في مدى عشر سنوات نحو سبعين مترجما. ويبدو لي أن خريجي الألسن منذ سنة 1255 (وهي السنة التي تخرجت فيها الدفعة الأولى) إلى سنة 1265 (وهي السنة التي توفي فيها محمد علي) كانوا يبلغون نحو المائة؛ فقد ذكر أبو السعود أفندي أحد خريجي المدرسة وتلاميذ رفاعة، أن المدرسة كان «يخرج منها كل عام عشرة».
193
وقد قدر خريج آخر من خريجي المدرسة - محمد قدري باشا
194 - الكتب التي ترجمها خريجو الألسن - ما طبع منها وما لم يطبع - بنحو ألفي كتاب.
ومهما كان عدد الخريجين، أو عدد الكتب التي ترجمت، فقد أشاع رفاعة في هذا الرعيل قبسا من روحه، ونفحة من نشاطه، فكانوا أركان النهضة في عهد محمد علي، ثم كانوا القائمين على إحيائها، والإشراف عليها في عهد إسماعيل، وقد أجمل رفاعة القول في جهده وجهودهم في مقدمته لقصة تليماك، قال: «قد تقلدت بعناية الحكومة المصرية، الفائقة على سائر الأمصار، في عصر المدة المحمدية العلوية السامي على سائر الأعصار، بوظيفة تربية التلاميذ مدة مديدة، وسنين عديدة، نظارة وتعليما، وتعديلا وتقويما، وترتيبا وتنظيما، وتخرج من نظارات تعليمي من المتقنين رجال لهم في مضمار السبق، وميدان المعارف وسيع مجال، وفي صناعة النثر والنظم أبهر بديهة وأبهى روية وأزهى ارتجال، وحماة صفوف لا يبارون في نضال ولا سجال، وعربت لتعليمهم من الفرنساوية المؤلفات الجمة، وصححت لهم مترجمات الكتب المهمة، من كل كتاب عظيم المنافع، وتوفق حسن تمثيلها في مطبعة الحكومة وطبعها، ومالت طباع الجميع إلى مطبوع ذوقها وطبعها، وسارت بها الركبان في سائر البلدان، وحدا بها الحادي، في كل واد، وقصدها القصاد كأنها قصائد حسان، وكان زمني إلى ذلك مصروفا، وديدني بذلك معروفا، مجاراة لأمير الزمن (يقصد محمد علي)، على تحسين حال الوطن، الذي حبه من شعب الإيمان ...» إلخ.
ووصف علي مبارك خريجي الألسن بأنهم كانوا «جميعهم في الإنشاءات نظما ونثرا أطروفة مصرهم، وتحفة عصرهم.»
195
وقد أخذ رفاعة تلاميذه في الألسن بما أخذ هو به نفسه - وهو يتلقى العلم في باريس - أي أنه أخذهم: أولا: بالجد والنشاط في التحصيل منذ اللحظة الأولى، فكان «لا يقف في اليوم والليلة على وقت محدود، وربما عقد الدرس للتلامذة بعد العشاء، أو عند ثلث الليل الأخير، ومكث نحو ثلاث أو أربع ساعات على قدميه في درس اللغة أو فنون الإدارة والشرائع الإسلامية، والقوانين الأجنبية، إلخ.»
Bog aan la aqoon