وقد أقام الوحيدات في جزيرة سيناء زمانا طويلا، ثم هجروها وسكنوا غزة كما مر، ولا يزال الترابين يحترمونهم إلى الآن، فيذهب كبارهم لمعايدة شيخ الوحيدات ثاني يوم عيد الأضحى احتراما لمقامه ونسبه، ومن أقوال البدو في الوحيدات أنهم «خفيفي الملبوس نقالة الدبوس.»
قالوا: ونجم جد الترابين هذا هو ابن الشيخ عطية المدفون في الوادي، المنسوب إليه عند عين جذيع، وقد مر ذكره، والترابين يزورون قبره كل سنة بعد الربيع ويذبحون له الذبائح، وقد اشتهر الترابين بالألفة والاتحاد، واشتهرت بدنة النبعات منهم بجودة الرأي، وبدنة الغوالية بالشجاعة والإقدام، فهم يقتحمون غمرات الوغى بعزم صادق على نية النصر أو الموت، وعن درر الفرائد «أن الترابين والوحيدات والحويطات واللحيوات من أصل واحد؛ أي من بني عطية.»
اللحيوات:
وأما قبيلة اللحيوات أو الأحيوات ففروعها: النجمات، والخناطلة، والكساسبة، والسلاميين، والغريقانيين، والمطور، والكرادمة، والحمدات، والصفايحة، والخواطرة، والخلايفة.
وفي تقاليدهم أنهم من بني عطية المساعيد المنتسبين إلى مسعود بن هاني، وقالوا في تفصيل ذلك: إن المساعيد ارتحلوا هم وبني عقبة من نجد، ونزلوا في وادي العربة، وكان مع المساعيد قوم من عرب مطير يعيشون معهم «بالخاوة» فاستثقلوا دفع الخاوة، واستغاثوا ببني عقبة ليتخلصوا منها كلها أو بعضها، وكان لشيخ مطير بنت بديعة الجمال، فمرت بهودج على أميري بني عقبة والمساعيد وهما يلعبان «السيجة» ففتن أمير المساعيد بجمالها، وترك اللعب وصار ينظر إليها، فغاظ ذلك شيخ بني عقبة فأنشد قائلا:
مطيرية يا أمير ما هي لنا من قبيلة
وطنيبها داود الذي ما يعيبها
فقال له الأمير:
نجيبها بالسرد والمرد والقنا
وضرب يعدي جارها مع طنيبها
Bog aan la aqoon