التياها:
أما قبيلة التياها فتسكن بلاد التيه وجنوب سوريا، وأهم فروعها التي تسكن بلاد التيه، الصقيرات، والبنيات، والشتيات، والقديرات، والبريكات، وشيخهم الحالي الشيخ حمد مصلح من الصقيرات.
والمشهور أن هذه القبيلة هي أقدم قبائل التيه، وقد سميت كذلك؛ لأنها أول قبيلة سكنت بلاد التيه، وفي تقاليد شيوخها «أن أصلهم من بني هلال من ظعن سليمان العنود من برية نجد، وأنهم هاجروا بلادهم فرارا من المعازة، ودخلوا الجزيرة في وقت واحد مع الترابين، وسكنوا بلاد التيه، وسكن قسم من الترابين شرق بلاد الطور، ووقعت بين القبيلتين حرب على «عين سدر»، كان الفوز فيها للتياها، وانهزم الترابين إلى مصر، ثم عادوا إلى الجزيرة واصطلحوا مع التياها في بلدة نخل، على أن يكون للتياها أرض الجلد، وللترابين أرض الدمث» فسكن التياها بلاد التيه من جبل الحلال إلى نقب الراكنة شمالا وجنوبا، ومن مطلة نخل الشرقية إلى جبيل حسن شرقا وغربا، وسكن الترابين شمالي جبل الحلال بين التياها والسواركة، وامتدوا شمالا بشرق إلى غزة.
وكان «درك» التياها في درب الحج المصري من جبيل حسن إلى مطلة نخل الشرقية، وأشهر مراكزهم: نخل، وجبل الحلال، وعين القصيمة، وعد المويلح، وأشهر مزارعهم في أودية المويلح، والصبحة، والقصيمة، وصرام، ومعظم وادي العريش، ويسكن القديرات منهم الوادي المعروف باسمهم، والبريكات واديي مايين وقرية.
وقد اشتهر التياها بالبساطة وشكاسة الأخلاق، ومما رواه أهل الجزيرة عنهم، أن أحد التياها كان نازلا بجمله في بطن وادي العريش، ففاجأه السيل وجرفه هو وجمله، فصار يستغيث وينادي: «أنا تيهي يا سيل، أنا تيهي يا سيل، وإن كذبتني فكر بوسم الجمل»، ومنها أن أحدهم كان له عباءة سوداء، فنزل عليه مطر شديد وهو في سفر فغرق العباءة وبلله، فظن أن ذلك من سواد العباءة فخلعها عنه ورماها على شجرة في الطريق، وقال لها: «والله لأتركنك في الخلاء حتى يقتلك البرد»! ثم تركها وانصرف.
الترابين:
أما الترابين فأشهر فروعهم في التيه: «الحررة» شياخة خضر الشنوب ، «والحسابلة» شياخة سلامة حجازي، «والشبيتات» شياخة عودة الباسلي.
وأشهر مراكزهم: الجورة، والبرث، والبواطي، والمقضبة، والعمر، وأم قطف بين المقضبة والعمر، والروافعة، وجبل المغارة، والجفجافة، وجبل الراحة.
وقد تقدم أن فريقا منهم سكن شرق بلاد الطور، ولا يزال منهم بقية هناك في النويبع، وعين أحمد، وعين جذيع، وعين العاقولة، ولهم فيها نخيل إلى اليوم، ولكن معظم الترابين في بلاد غزة، ومنهم طائفة في مديرية الجيزة بمصر.
ومما قيل في أصل الترابين: إنهم من جد يقال له نجم، قدم إلى سيناء مع رجل يدعى الوحيدي من ذرية الحسن أخي الحسين، فنزلا ضيفين على شيخ كبير من بني واصل في جبل طور سيناء، وكان لهذا الشيخ بنتان إحداهما جعدة الشعر قبيحة الوجه، والأخرى ذات شعر جميل ووجه حسن، ولم يكن له ذكور، وكان نجم فارسا مقداما، ولكنه كان قبيح المنظر أسمر اللون، وكان الوحيدي شابا جميل الوجه أبيض اللون، فزوج نجما بنته القبيحة الوجه وزوج الوحيدي بنته الجميلة، فكان نجم جد الترابين، وهم مشهورون بالبسالة وقبح الصورة، والوحيدي جد الوحيدات، وهم مشهورون بالكياسة وحسن الصورة.
Bog aan la aqoon