113

إليهم وسألهم إطلاقهم أو الفتنة فلما رأوا الغلبة واجتماع الكل أخرجوه وقبضوا على سائر ما قد كان في الحصن سوى ثلاثة عشر فرسا، فان فلفل (1) وجماعة من همدان قصدوا فيهن بني الحارث. فوهبت لهم وتهادنوا شهرين على أمان الطرق فأمن الناس ورخص الطعام. فلما انقضت الهدنة عادوا لأخذ الحرابة فانقطعت الطرق وتعب الناس فأغارت همدان. وأهل صنعاء إلى الرحبة على مكان بني الحارث. فأخذوا أغنامهم وهدموا دورهم وقطع ما كان لهم من الأعناب وهدموا دور بنى المداني وعمدت بنو الحارث تقطع على همدان [58- ب] في الليل ما كان لهم في ضلع وضهر.

فلما كان يوم التاسع وعشرين من شهر شوال سنة 399 اجتمعت بنو الحارث كلها حتى وصلت شعوب فأخذت غنما وبقرا لبني حماد، وهي مواشي كهلان بن بكيل، فخرج إليهم أهل صنعاء ومن كان في صنعاء من همدان فأصيب الجميع وقتل من أهل صنعاء رجلا (2). ووقعت الهزيمة على بني الحارث وان جعفر بن ذعفان صرخ في الأبناء وفي بني شهاب، وخرج إلى الرحبة بمن اجتمع معه من العساكر. وقد كانت بنو الحارث سألوه هدنة فكره. فلما صاروا في الرحبة همت الأبناء ببني شهاب وهمت بنو شهاب بالأبناء. وأراد كل منهم أن يعدوا على صاحبه ففرعت (3) همدان بينهم وراح الخدم وراح معهم جماعة من بني الحارث في طلب الصلح. فلما كان آخر النهار وذلك يوم السبت يوم خمسة وعشرين من شوال سنة 399 اقتتل بنو شهاب والأبناء في السوق فقتل من بني شهاب رجل وأصيب بينهم جماعة.

ودخلت بينهم همدان بذمة.

فلما كان بكرة يوم الأحد حالف ذعفان بن جعفر الأبناء وأهل صنعاء وناس من همدان على فتنة بني الحارث. وكره ذلك أهل صليت فلم يدخل

Bogga 129