Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
بلغ خبر هذا الحادث أهل القصيم، وكانوا قد اختلفوا وابن الرشيد، فكتبوا إلى عبد الرحمن يعاهدونه على الطاعة والتعاون. وعندما مر ابن الرشيد ببلادهم وهو قادم إلى الرياض ليثبت ابن السبهان في مركزه، وقفوا له في الطريق وصدوه، فعللهم بالوعود - وعد بأن يعطيهم بادية مطير «والخوة» التي كانت تفرض على الحجاج - فرضوا بذلك ونكثوا عهدهم مع ابن سعود عبد الرحمن.
زحف ابن الرشيد إلى الرياض بجيشه فحاصرها أربعين يوما، ثم دعا أهلها للصلح فخرج إليه محمد بن فيصل والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف (من آل الشيخ)
34
ومعهما ابن عبد الرحمن عبد العزيز الذي كان يومئذ في الحادية عشرة من سنه، فتفاوضوا مع ابن الرشيد وتصالحوا على أن تكون الإمارة في العارض لعبد الرحمن بن فيصل. إلا أنه كان صلحا مموها؛ لأن ابن الرشيد لم يتمكن في الحصار من فتح المدينة، ولا تمكن أهلها من رده عنها.
أما أهل القصيم فعندما عاد الأمير محمد إلى الجبل طلبوا منه أن يبر بوعده فسوف وتردد، فنهضوا ثانية عليه وحشدوا قواتهم للحرب. وما كان هذا الأمير الشمري ليرد طالبا، فقد استنفر قبائله وتلاقى وأهل القصيم في القرعا، فتصادموا وتناوشوا 1308 / 1890، في العشر الأول من جمادى الأولى من هذه السنة وكانت الغلبة لأهل القصيم، فاقترح بعض رجال ابن الرشيد أن يخرجوا من ذاك المكان كأنهم منهزمون ويسيروا إلى البادية حيث لا «ضلعان» - تلال - ولا «مزابن» - أماكن يكمن فيها - فيظن العدو أنهم انهزموا فيتقفاهم، فيقطعون ساقته بالخيل. قال الراوي: «وأهل القصيم أناس شجاعتهم كثيرة ورأيهم قليل.» فلما رحل محمد بن الرشيد صاحوا: انهزم، انهزم! ولحقوه، فبعدوا عن مراكزهم ومواشيهم، فهجمت عليهم الخيل، فاجتزت مؤخرهم. وكانت الهزيمة عظيمة. قيل إنه قتل ألف رجل من أهل القصيم في تلك الوقعة التي تدعى وقعة المليدة والتي كانت الخطوة الكبرى النهائية في استيلاء ابن الرشيد على نجد.
لم يقم لآل سعود قائم بعدها . فقد كان الإمام عبد الرحمن خارجا برجاله من الرياض لينجد أهل القصيم، ولكنه عندما علم وهو في منتصف الطريق بوقعة المليدة، عاد إلى الرياض، فأخرج حريمه وأولاده منها وارتحلوا إلى الحساء التي كان يومئذ عاكف باشا متصرفها.
وكان طبيب الجيش هناك شابا لبنانيا هو الدكتور زخور عازار الذي انتدبه المتصرف ليفاوض ابن سعود، ويعرض عليه شروط الدولة، فاجتمع الدكتور زخور على عين النجا قرب المبرز في جمادى الثانية سنة 1308 / يناير 1891، بالإمام عبد الرحمن وكان معه ابنه الصغير عبد العزيز. وقد عرض عليه ولاية الرياض يحكمها من قبل الدولة، إذا اعترف لقاء ذلك بسيادتها، ودفع بمثابة الخراج شيئا، ألف ريال أو أقل مثلا، في السنة. فرفض الإمام عبد الرحمن قائلا إن بعد ذبح بندر بن الرشيد
35
تفلتت العشائر فصارت خائنة بعضها لبعض، وللأمراء الحاكمين كذلك، وإنه لا يستطيع والحال هذه أن يثق بها ويتكل عليها.
وكان صاحب قطر قاسم بن ثاني خارجا يومئذ على الدولة فشاع أن الدكتور زخور يسعى في عقد اتفاق بين ابن سعود وابن ثاني لإخراج الترك من الحساء. فأوقف خمسة عشر يوما في الهفوف ثم استدعي إلى بغداد وكان بعد التحقيق بريئا، ولكنه مع ذلك أبى أن يعود إلى منصبه.
Bog aan la aqoon