Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
دخل ابن الرشيد المجمعة وأمر عليها أحد رجاله، فكانت بعد فوزه في القصيم الخطوة الثانية في استيلائه على نجد.
أعاد الإمام عبد الله الكرة على المجمعة، فاستغاث أهلها بأمير الجبل ابن الرشيد وأمير بريدة ابن مهنا فأغاثاهم، فأدى ذلك إلى وقعة بينهم وبين الإمام (1301ه / 1883م)، كانت الغلبة فيها لابن الرشيد الذي كتب بعد ذلك إلى رؤساء البلدان في الوشم وسدير يدعوهم إليه في الحمادة مكان الوقعة فجاءوه طائعين، فعزلهم من وظائفهم وأمر في كل بلد من بلدانهم واحدا من رجاله. وكانت وقعة الحمادة الخطوة الثالثة في استيلائه على نجد.
بعد هذه الوقعة بعث الإمام عبد الله بأخيه محمد رسولا إلى ابن الرشيد فأكرمه وتفاوض وإياه. وقد عاد محمد من حائل يحمل إلى أخيه من أمير الجبل هدية وتعهدا بأن يترك له بلدان الوشم وسدير، فبادر الإمام إلى عزل من أراد عزله في تلك البلدان، فزاد ذلك في الشقاق والتخاذل؛ إذ لم يستقم نفوذ ابن سعود فيها، ولا تقلص نفوذ ابن الرشيد.
أما أولاد سعود بن فيصل الذين نزحوا إلى الخرج فقد قام منهم محمد ينصر عمه عبد الله، فحشد جيشا من عتيبة وراح يطلب الخصم الجديد ابن الرشيد، فالتقى به عند ماء يسمى عروى فنازله هناك وكان مهزوما. هذي هي بداية العداء بين ابن الرشيد وبين أولاد سعود بن فيصل.
ولكنهم لم يكونوا يدا واحدة على خصمهم، فقد قاموا في هذه السنة على عمهم عبد الله يحاولون انتزاع الحكم منه، فقبضوا عليه وألقوه في السجن (1302 / 1884)، فجاء ابن الرشيد يقطف على عادته ثمار الخلاف. جاء فزعا كما ادعى وكان قد كتب إلى رؤساء البلدان في نجد يشجب عمل أولاد سعود ويدعو لنصرة عمهم عبد الله. فلبى الناس دعوته ومشوا معه إلى الرياض، فخرج إليهم عندما دنا منها وفد للمفاوضة يرأسه عبد الرحمن بن فيصل، فقال ابن الرشيد: ما قصدي والله غير أن أخرج عبد الله من السجن، وأن تكون الولاية في بلدكم لكم يا آل سعود، ثم عاهدهم على ذلك.
أما أولاد سعود بن فيصل فلما رأوا اتحاد الناس عليهم طلبوا من ابن الرشيد الأمان فأمنهم على دمائهم وأموالهم، فعادوا إلى الخرج، وبعد أن دخل ابن الرشيد الرياض واستولى عليها ظهر في مظهر الفاتح القهار؛ إذ أطلق عبد الله من السجن وأرسله وأخاه عبد الرحمن وعشرة آخرين من آل سعود أسرى إلى حائل، ثم أقام سالم السبهان (بيت السبهان أخوال بيت الرشيد) أميرا في الرياض.
وبعد خمسة أشهر جاء سالما وفد متظلم من الخرج الذي كان أهله قد اختصموا وأبناء سعود بن فيصل، فراح سالم يحسم الخلاف هناك. وقد حسمه حسما تستحيل عنده المعاودة؛ إذ إنه قتل أبناء سعود محمدا وسعدا وعبد الله
33
أولئك الذين أمنهم ابن الرشيد على حياتهم، وأجلى أهلهم إلى حائل. ضج الناس وقاموا يحتجون على السبهان، فعزله ابن الرشيد وأمر مكانه فهاد بن رخيص من كبار شمر.
وفي السنة التالية مرض عبد الله بن فيصل في الجبل، فأذن له ولأخيه عبد الرحمن وأسرتيهما بأن يعودوا إلى الرياض. وقد عاهد عبد الله على أن يكون أميرا في بلاده 1307 / 1889، ولكنه توفي في 2 ربيع الثاني / 26 نوفمبر من هذه السنة بعد وصوله إلى الرياض، فكتب عبد الرحمن إلى ابن الرشيد يخبره بذلك ويسأله أن يعزل عامله حسب العهد المذكور، فكان جواب ابن الرشيد أن عزل فهاد بن رخيص وعين مكانه سالم السبهان؛ أي إنه نكث عهده. وفي 11 ذي الحجة من هذه السنة بلغ عبد الرحمن أن ابن السبهان قادم ليسلم عليهم سلام العيد ويقتلهم. فاحتاطوا للأمر. وعندما وصل السبهان أمر عبد الرحمن بأن يجمع آل سعود ليلقي عليهم كلاما من ابن الرشيد، وكان في نيته أن يفتك بهم فيذبحهم جميعا. على أن السعوديين سبقوه إلى شبه ما كان يبطن، فوثبوا عليه وعلى رجاله وقتلوا عددا منهم.
Bog aan la aqoon