Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
من الأغلاط السائرة بين عامة العرب أن العجمان من العجم. وفي بلاد فارس أيضا، على شاطئ الخليج الجنوبي، من يقولون هذا القول، أما الحقيقة فهي أنهم من قبائل اليمن، من عرب قحطان، وهم ينتسبون إلى همدان.
1
كان العجمان في الماضي يسكنون نجران، ثم ارتحلوا شرقا فوصلوا في أيام الإمام تركي إلى الأحساء، فأحسن إليهم وأنزلهم «ديرة» بني خالد هناك. وعندما تولى فيصل الإمارة عاملهم مثل معاملة أبيه لهم، فأبطرتهم النعمة واستفحل أمرهم، فصاروا يقطعون الطرق على السابلة والحجاج. هم موصوفون بالمكر والغدر، ولكنهم شديدو الشكيمة وذوو عصبية يندر مثلها في العشائر. عصوا الدولة العثمانية فتركتهم وشأنهم، وكثيرا ما كان عمالها في الحساء يشاركون رؤساءهم الغنائم ، ومع ذلك فقد كان العجماني يسلب جندي الدولة فرسه ويدخل بها الحساء لينعلها.
عصوا كذلك الشيخ مبارك الصباح، فحاربهم، واسترضاهم، ولم يتمكن من كبح جماحهم ولا من كسب ولائهم، ولكنهم والوا ابن سعود، ثم حالفوا أبناء عمه العرائف عليه. خانوه وحاربوه، وغلبوه في بادئ الأمر. ومع أنهم أصغر القبائل عدا، فلا يبلغ المقاتلة فيهم أكثر من خمسة آلاف، فقد تفوقوا عليها كلها ونازعوا حتى بني خالد السيادة، قال الشاعر:
وقد قسموا الأحساء جهلا بزعمهم
لعجمانهم شطر وللخالدي شطر
ألمان العرب! هم يدعون بهذا الاسم لشدة عصبيتهم وبأسهم وتفانيهم بعضهم في سبيل بعض. إذا سئل الواحد منهم: أتقبل الخير من الله بروحك، يجيب قائلا: «لا أقبل خيرا لا يكون للعجمان كافة.»
وقد جاءهم ابن سعود، عدو البادية وصديق العرب، بالخير العميم، فرفضوه مرارا في بادئ أمرهم، بل امتشقوا الحسام عليه كما قلت، ثم زرعوا ذاك الخير فأثمر في الصرار قطب ديرتهم الآن، ولكنهم قبل ذلك زرعوا المكر والخيانة والعصيان. والتاريخ شاهد عليهم خصوصا في وقعة جراب وفي الحساء.
بعد تلك الوقعة التي لم يفز فيها غير البدو من الجيشين عاد ابن سعود إلى القصيم، وابن الرشيد إلى جبل شمر، وكان من الاثنين أن أدب الواحد منهما عربان الآخر، فغزا ابن سعود قبائل من شمر وحرب، وغزا ابن الرشيد قبائل من مطير، وكان التوفيق حليف الغزوتين.
على أن عبد العزيز لم يقنع بما ناله من البادية، فراح يطلب خصمه الذي كان قد رحل مع رجال شمر إلى العراق ثم عاد منه، لكن العجمان أثناء ذلك اعتدوا على عشائر ابن الصباح فنهبوا مواشيهم، فكتب الشيخ مبارك إلى عبد العزيز يطلب منه تأديب المذنبين ورد المنهوبات، فأدركه النجاب في شقرا. وإليها أيضا جاء رسول من ابن الرشيد يطلب الصلح فجددت المعاهدة السابقة، ثم أرسل عبد العزيز ابن عمه ناصرا إلى الشيخ مبارك بكتاب هذا فحواه:
Bog aan la aqoon