Taariikhda Najad ee Casriga ah

Amin Rihani d. 1359 AH
148

Taariikhda Najad ee Casriga ah

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Noocyada

لست يا مبارك بصديق صدوق. قد أنالني من العجمان أكثر مما أنالك، فصبرت وتجملت. ونحن الآن في وقت القيظ ، ولا نتمكن من شدته أن نسير بجيش إلى ديرة العجمان. والأمر الثاني هو أني في ريب من صلح ابن الرشيد، فأخشى نكث العهد إذا أنا غادرت نجدا ودخلت في حرب والعجمان. والأمر الثالث نفقات هذه الحروب وقد تكاثرت علي فضاقت في سبيلها الأسباب. والأمر الرابع يا حضرة الوالد هو أني أخشى أن يلجأ العجمان بعد الحرب إليك فتنقلب علي كما فعلت يوم سعدون والظفير. ومن رأيي في كل حال أن نؤجل المسألة إلى فصل الصيف.

فكتب مبارك إلى «ولده» أن الأمر لا يؤجل، وأصر على استرجاع المنهوبات، فأجابه عبد العزيز أن العجمان لا يرجعون ما ينهبون إلا مكرهين - إلا بحرب - خصوصا وأنه، أي مبارك، مسلفهم الإساءة، ثم قال:

فإذا عزمت على محاربتهم تعطيني عهد الله وميثاقه أن تعينني بالمال والرجال، وألا تسلك في سياستك معهم مسلكا غير مسلكي، ولا تستقبلهم إذا لجئوا إليك، ولا تتوسط بالصلح بيني وبينهم.

عاهده الشيخ مبارك على ذلك - عهد الله! فمشى عبد العزيز إلى الحساء بفرقة صغيرة من الحضر والبدو في صيف هذا العام (1333ه / 1915م)، وكان العجمان عندما علموا بقدومه قد رحلوا تجاه قطر، فحشد جيشا من أهل الحساء وزحف جنوبا متقفيا أثرهم.

قد كان الحر شديدا فلا يستطاع المشي ناهيك بالقتال نهارا، ولم يكن لديهم رواحل، فأسروا ماشين فوصلوا إلى مكان يسمى كنزان كان العدو معسكرا فيه. وكانت أشجار النخل في الليل تبدو كأنها بيوت من الشعر، فشرعوا يطلقون عليها الرصاص. سكت العجمان وراء ذاك النخيل حتى أسرف أهل الحساء ذخيرتهم على الأشجار، ثم خرجوا من مكامنهم فلفوا بهم وهاجموهم من وراء، فتلاحموا واستمروا طيلة ذاك الليل في عراك كانت العماوة فيه شجاعة، وكانت الفوضى أخت الهول وسيدة الظلام.

جرح عبد العزيز في تلك الليلة، وقتل أخوه سعد، ودارت الدائرة على رجاله، فعادوا منهزمين إلى الحساء، فتقفاهم العجمان ونزلوا قرب الهفوف فحاصروها ثلاثة أشهر.

كتب عبد العزيز إلى أبيه ليستنفر أهل نجد، وإلى الشيخ مبارك يستنجده، فسارع أهل نجد للنجدة بقيادة محمد بن عبد الرحمن ومعه أحد العرافة سعود بن عبد العزيز الذي فر سابقا من الخرج وانضم إلى ابن الرشيد وحارب معه في وقعة جراب. فلما رأى ابن عمه عبد العزيز في تلك المحنة استفزته الحمية فعاد إليه تائبا مناصرا.

ولكن أعداء ابن سعود الآخرين تحفزوا للوثوب عندما سمعوا بحرب العجمان، فنكث ابن الرشيد عهد الصلح، ومشى إلى بريدة يريد احتلالها، أما الشريف حسين، الذي كان قد أمعن في مفاوضاته والإنكليز ليدخل الحرب العظمى مع الأحلاف، فلم يسره هذه المرة عمل ابن الرشيد، فأرسل عليه ابنه الأمير عبد الله.

زحف الأمير إلى نجد ولكنه علم وهو في الطريق برجوع ابن الرشيد من بريدة مدحورا، فتوقف في سيره وعاد مطمئن البال إلى الحجاز.

أما الشيخ مبارك فقد أبطأ في إرسال النجدة التي طلبها عبد العزيز، فكتب إليه ثانية يذكره بالعهد، فجهز إذ ذاك ابنه سالما واثنين آخرين من أولاده بقوة صغيرة - مائة وخمسين رجلا من الحضر ومائتين من البدو - فجاءوا إلى الحساء وانضموا إلى جيش ابن سعود.

Bog aan la aqoon