176

Taariikhda Muslimiinta

Noocyada

============================================================

ابداء دولة بني مرداش أول من ملك منهم حلب صالح بن مرداش وقد ذكرتا تسبه وبعض آموره في حوادت سنة خمس وأربعمابة فلما كانت هذه السنة قصد صالح حلب في جمع كتيف من بني كلاب وغيرهم وحاصرها حصارا شديدا فسلم أهل البلد حلب الى صالح صلحا فتسلمها ودخلها في رابع عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعماية ونلقب أسد الدولة فقصد إلى القلعة وفيها موصوف الخادم وكان طاهر قد عزل يمن الدولة وولاه مكاته وتحصن بالقلعة وأما صالح فإنه عدل في أهل البلد واستعمل معهم جميل السيرة واستخلف فيهم كاتبه أبا المنصور سليمان بن طوف ومضى إلى بعلبى وفتحها عنوة وقتل بها خلق كثير وأما سليمان بن طوف نائب صالح على مدينة حلب فانه لما اشتد آمر حصار القلعة وقل عنهم الماء والمؤونة سلمها موصوف ورفيقه لسليمان بعد أن اشترطا وكتب سليمان إلى صالح بعلمه بفتح قلعة حلب (262) فقدم إليها في أقرب وقت وصعد إلى القلعة وملكها وقتل موصوف ورتب الأمور وسلك طريق العدل وصفت له البلاد من بعلبك إلى عرقه.

وفي هذه السنة كانت وفاة الملك سلطان الدولة أبي سجاع بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه وذلك في شيراز في شوال وكانت مدة ملكه بالعراق اثنتي عشرة سنة وعمره اثنتين وثلاثين سنة وكان لما مرض عهد إلى ولده أبي كالتجار بن سلطان الدولة وهو بومنذ بخورستان فخطبوا له ثم انتتى عزم القواد والأجتاد فخطبوا لعمه شرف الدولة بن بهاء الدولة فجمع أبو كالنجار بن سلطان الدولة جيوشه والتقوا واقتتلوا قتالأ شديدا في وقعات متعددة فغلب هذا تارة وغلب هذا تارة وآخر الأمر أن أبا كالتجار ملك شيراز واسنقر بها وأقام الملك شرف الدولة علي بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه ببغداد ثم مات فيها عن مرض حاد وعمره ثلث وعشرين سنة وأشهر ولما توفي جرت فتن وتحبيطات ببغداد وآخر الأمر أن الملك استقر لأخيه جلال الدولة أبي طاهر فيروز وهو يومئذ بالبصرة فخطب له على المنابر ثم بلت الأجتاد وولوا ابن آخيه أبي كالنجار بن سلطان الدولة وخطبوا له وبلغ الخبر جلال الدولة فاحتشد وتحصن بالبصرة.

وفي سنة عشرين وأربعماية كان مقتل أسد الدولة صالح بن مرداش صاحب حلب وذلك آن صاحب مصر جهز بوسكين الدريري أمير الجيوش لقتال صالح بن مرداش وأخذ حلب منه فالتقوا بالأقحوانة من عمل طبرية على شاطئ تهر الأردن واقتتلوا فتالا شديدا فقتل صالح وقتل معه ولده الأصغر في جمادى الأولى وبعث برأسهما إلى مصر وأفلت ولداه شبل الدولة أبو كامل نصر بن صالح ومعز الدولة أبو علوان بمال (263) فوصلا إلى حلب فملكاها شركة بيتهما فكاتت مدة مملكة صالح والدهما بحلب آربع سنين وشهور

Bogga 176