============================================================
وفي آيامه كان الواضح المنتصر المعروف بابن رجا الشاهد الذي حمله القديس مرقوريوس من بطحا مكة إلى كنيسته بمصر في ليلة واحدة وكان ذلك في حياة سويرس بن المقفع أسقف الاشمونين وصنف أربعة كتب الأول الواضح وهو مشهور والثاني نوادر المفسرين وتحريف المخالفين والثالث هنك المحجوب والرابع سيرته.
وكان هذا البطرك محبا لجمع المال والأكل والشرب والطيب وملازمة الحمام أخذ الشرطوتية وقدس في بيعة مرقس الإنجيلى (247) ورأى رؤيا اضطرب منها ومات.
وفي أيامه أخذت الملكية كنيسة السيدة من اليعاقبة وتعرف الآن عندهم بكتيسة البطرك وسببه أن العزيز بالله صاحب مصر تزوج امرأة نصرانية ملكية ورزق منها بنتا وكان للمرأة إخوان أحدهما اسمه ارميس صيره بطركا على بيت المقدس والآخر ارسانيس صيره بطركا للملكية على القاهرة ومصر وكان لهما من العزيز جانب لأنهما أخولة ابنته وتقدما في مملكته وان ارسانيوس طلب الكنيسة من العزيز فأمر آن تعطى له.
قال وفي سنة ثلاث وسبعين ونلثماية قبض العزيز بالله صاحب مصر على وزيره يعقوب بن يوسف وعلى الفضل بن صالح وإخوته وحمل ما في بيوتهم إلى القصر وحمل من دار الوزير مابتي ألف دينار مصرية ذهبا واعتقلوا كل واحد بمفرده وتشوشت الناس ونهبت الأسواق وركب الوالي وسكن الناس وكانت الدواوين تجلس في دار الوزير فنقلوا إلى القصر وبعد شهرين أفرج عنهم وأعيد عليهم جميع موجودهم وأعيد الوزير يعقوب إلى وزارته ورد عليه المايتي ألف دينار التي كانت أخذت من داره.
قال وفي هذه الستة ملك الروم قلعة في بلد رعيان تعرف بقلعة إبرهيم وسببه أن امرأة أرمينية كانت أسيرة في القلعة وكان لها إخوة في بلد رعيان نساء ورجال وكان من أخوانتها امرأة حازمة وعندها خبرة وتجربة وكاتت تتردد إلى أختها الأسيرة وتزورها وتقعد عندها وتبات في اللبل عندها فرأت القلعة قليلة الحرس وصاحبها قليل الاهتمام بتحصينها فعملت الحيلة على أخذ القلعة واطلعت على أعلى السور وقعدت (248) كأنها تغزل وتتحدث مع أختها وخزرت طول العوضع من أعلى السور إلى أسفله ومضت إلى آخواتها والرجال وعرفتهم الصورة وسهلت عليهم القضية وحملتهم على عمل سللم حبال بصعدون بها الى القلعة وانفق أن صاحب القلعة في تلك الليلة شرب عند حرمه واختلى بهم فلما طلعوا الرجال الأرمن لم يجدوا على الأسوار من الحراس سوى نفرين فقتلوهما وهجموا على صاحب القلعة فقتلوه هو وأولاده ونادوا باسم باسيل ملك الروم ودعوا له فلما علم باقي من في القلعة خرجوا هاربين وصارت القلعة بيد الأرمن فأرسلوا إلى الملك باسيل بأن يسلموها إليه فتسلمها منهم وأحسن إليهم وأنعم عليهم وجعل مقدمهم من أكابر قواده وحضر الملك إلى القلعة ونقل إليها كلما تحتاجه من السلاح والآلات والطعام وغيره.
Bogga 168