============================================================
فلما بلغ السقلاروس ذلك أرسل بهرام إلى أنطاكية ليستميل أهلها إلى طاعته فلم يمكنوه الأنطاكيون إلى الدخول اليها فحاصرهم وساق أموالهم ومواشيهم التي في ظاهرها وكانت كثيرة جدا ورحل عنها.
وأرسل السقلاروس إلى عضد الدولة هدايا وألطاف وطلب منه أن ينجده على الملك فأرسل إليه طائفة من عسكره نجدة وقبل وصولهم إليه التقى من بردس الفقاس قائد عسكر الملك دفعة ثاتية فانهزم السقلاروس يوم الأحد لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وسنين ونلتماية إلى ميافارقين.
ثم سير إلى عضد الدولة يلتمس عنه النجدة والمعونة وسير الملك كاتبه تقفور إلى عضد الدولة بهدايا جليلة ووعده باخراج كل أسير في بلاد الروم من المسلمين فأوعز عضد الدولة إلى نائبه بميافارقين سرابان يقبض على السقلاروس وأظهر عضد الدولة الإنكار على نائبه لما فعله وأمره أن يحمله الى بغداد فحمله ومعه ولده رومانس وظتماية نفس من أصحابه فلما وصل السقلاروس بغداد أنزله عضد الدولة في دار خليت له ووسع عليه الجزيرة مديدة واعتقله ووعد بأن يطلقه ويرسل معه جيشا لمحاربة الملك وسير عضد الدولة إلى الملك في معنى السقلاروس وبذل له أنه يعطيه اياه أن يسلم إليه جميع الحصون التي افتتحها الروم من المسلمين وطلب منه أن يسلم ذلك جميعه إليه والا فهو يخرجه ويمده بالعساكر والأموال فسير (246) ملك الروم إليه تقفور ليتفق معه على ما يرضيه فاعلم السقلاروس عضد الدولة أن نققور حضر صحبته سما يسم عضد الدولة به فلما وصل قبض عليه واعتقله وقبض على جميع ما معه من الناس والمتاع واعتل عضد الدولة ومات وبقي والجماعة في الاعتقال مدة ثماني سنين قال وقدم افرهام السرياني بن زرعه بطركا لليعاقبة على كرسي الإسكندرية في سنة سنماية وثلاث وتسعين للشهدا وهي السنة الثالثة من خلافة العزيز بالله بن المعز صاحب مصر وذلك في سنة سبع وسنين وتلثماية أقام ثلث سنين وستة أشهر ومات مسقيأ من أحد كتاب النصارى لإنكاره عليه التسري وبعد وفاة البطرك قطعت يد الكاتب المذكور في أيام الحاكم ومات لوقته وكاتت سيرة هذا البطرك فاضلة ويصدق بجميع ماله وأبطل الشرطونية.
وفي أيامه كان سويرس بن المقفع أسفف الاشمونين وخلا الكرسي بعده ستة أشهر وصير عوضه فيلابانوس بطركا على الإسكتدرية لليعاقبة في سنة إحدى وسبعين ونلتماية أقام آربع وعشرين سنة وسبعة آشهر ومات في ثالث هتور وقيل إنه قدم في الستة الخامسة للعزيز بن المعز صاحب مصر في برمودة وفي بطركيته مات العزيز صاحب مصر وتولى موضعه الحالكم ولده.
Bogga 167