154

Taariikhda Muslimiinta

Noocyada

============================================================

بأنفس الاعلاق فتمنيت أن تكوني بعيدا والذي بيننا من الود باقي رب هجر يكون من خوف هجر وفراق يكون خوف فراق ولما توفي سيف الدولة كان ولده الأمير شريف بميافارقين فاجتمعت القواد والأجناد بحلب وعقدوا له الأمر ولقبوه سعد الدولة واستدعوه فأقدم إلى حلب واستتب له الأمر.

وفي هذه السنة كان وفاة الأمير معز الدولة بن بويه ببغداد لثلاث عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر وكان مدة ملكه العراق إحدى وعشرين سنة وأشهر.

226) سيرته كان ملكا شجاعا مقداما قوي القلب صلب النفس إلا أنه كان في أخلاقه شراسة وكان متعسفا في مطالبته فما زالت التجارب تحكمه والسعادة تطمه وترفعه إلى أن بلغ الغاية التي لم يبلغها أحد قبله إلا الخلفاء.

ولما توفي معز الدولة قام بتدبير الملك بعده ولده الأمير عز الدولة بختيار وقلده الخليفة المطيع لله موضع أبيه وكناه وخلع عليه واستقل بالأمور.

وفي هذه السنة قبض أبو تعلب بن ناصر الدولة بن حمدان على أبيه ناصر الدولة وبعته إلى قلعة اريمن وكان سيبه أنه لما ورد على ناصر الدولة وفاة أخيه سيف الدولة حزن عليه حزتأ مفرطأ فتغيرت أحواله وساعت أخلاقه وطمع فيه أولاده ففعل فيه ابته أبو تعلب ما ذكرناه وولي أولاد تاصر الدولة الموصل وما كان بيد والدهم وفوضوا أمرهم إلى أبي تعلب أخيهم.

وفي سنة تمان وخمسين وثلثماية كانت وفاة كاقور الإخشيدي صاحب مصر وكان تغلبه على مصر منذ توفي الإخشيد وصار الأمر كله له ولم يكن لأولاد سيده إلا مجرد الاسم وكان متخلقا بأخلاق الملوك ويحضر إلى مجلسه العلماء والفضلاء والعشرا (الشعراء) وقصده المتتبي وامتدحه بالقصائد الكافور بات المذكور في ديوانه ولم ينصفه ففارقه وهجاه وديوانه يشهد بمدحه وهجوه ولما توفي عقد الأمر بعده لطي بن محمد بن الإخشيد وهو يومند اين احدى عشرة سنة وخليفته الحسين بن عبد الله بن طعج والوزير أبو الفضل جعفر بن المديون.

(227) أول الدولة الفاطمية بالديار المصرية.

Bogga 154