Taariikhda Ka Hor Taariikhda
تاريخ ما قبل التاريخ
Noocyada
أما عيدان الكبريت فقد عرفت للمرة الأولى في سنة 1827 في إنجلترا. (2) دفن الموتى
يبدو أن الإنسان البدائي لم يكن يعرف الدفن أو يمارسه، فكان الميت يترك حيث مات فتفترسه الوحوش أو يبلى لحمه ويبقى عظمه، بل قد يكون الإنسان الأول غير مستطيع التمييز بين الحي والميت، فشخصية الميت كانت لا تزال حية حتى بعد موته، وعلة ذلك أنه كان يراه في الأحلام فيحسب أنه يأتيه في نومه ويعاكسه، فإذا كان عدوا شديد البطش وحدث أنه مات فإن موته لا يخيم هذه العداوة؛ لأن هذا العدو يخطر له في النوم ويفزعه بأحلام مرعبة تملأ حياته نكدا ونغاصة.
لهذا ابتدأ الدفن بتقييد الميت وإلقاء الأحجار الكثيرة عليه حتى لا ينهض في الليل ويقلق الناس وهم نيام؛ إذ إن الغرض من الدفن هو منع الميت من النهوض، فكان أسلافنا يربطون يديه وساقيه، ثم يحفرون له حفرة ويهيلون عليه ويضعون فوقها الأحجار.
ثم نشأ بين الناس الاعتقاد بوجود روح في الجسم، وأن الإنسان يعيش في عالم آخر بعد الموت فنشأ من ذلك فكرتان: الأولى أن الروح تحتاج إلى جسم وطعام وشراب ولباس وأدوات دفاع وزينة، فكانت الأمم التي تعرف أن الجسم يبلى كالمصريين تحنطه، وتلفه في عناية كبيرة وتضع معه الطعام والشراب وكتاب الموتى حتى يقرأه عند الحساب ولا يخطئ، وقد انتشرت هذه العادة من مصر إلى أقاصي آسيا وأمريكا وأفريقيا.
أما الأمم الأقل ثقافة من المصريين فكان عندها الدفن أبسط، ولا يزال بعض الهمجيين يمارسون طرقا بسيطة في الدفن: فالبوشمان يدفنون الرجل ويضعون عليه حربة، ويضع المازاي مع الميت قرعة مملوءة لبنا، وبعض الهنود يضعون للآن مع فقيدهم كعكة، ويضعون في بورما آنية الطبخ، أما في الأرض الخضراء فيدفنون مع الرجل كلبا من الكلاب التي تجر المزالق، وفي الكونغو يدفنون مع الرئيس إذا مات عددا من عبيده مع بعض النقود، وفي فيجي يدفنون معه بعض زوجاته.
أما الفكرة الثانية فقد جاءت من أنه لما كانت الروح لا تحس وهي القوة العاقلة المدبرة للجسم لم يعد ثم حاجة إلى هذا الجسم؛ لأن العالم الآخر ليس عالم أجسام بل عالم أرواح خلو من المادة، انتشرت بينهم عادة إحراق الجسم، وامتد انتشارها إلى أوروبا حيث عرفها الإغريق واليونان والرومان والروس. والهنود الذين كانوا يحرقون زوجة الرجل المتوفى حتى تشارك روحها روحه في العالم الثاني، بل كانوا يحرقون بعض أدواته التي كان يستخدمها في حياته اعتقادا بأنه يحتاج إلى أرواحها لا إلى أجسامها ومادتها، وقد أبطلت الحكومة الإنجليزية عادة إحراق الزوجة، ولكن الهند وبعض الأمم التي حولها التي أثرت فيهم الثقافة الهندية، لا تزال تمارس عادة إحراق الميت، بل فشا في أوروبا شيء يشبه التحنيط المصري، أما العادات الجنازية فقلما تغير أمة عادتها في حمل الجنازة أو دفن الميت، هذا ولما دخلت المسيحية أوروبا وعاد الاعتقاد ببعث الموتى أبطلت عادة إحراق الجسم وكانت قبلا فاشية في أوروبا؛ لأن المنطق الديني كان يقضي بأن الإنسان سيبعث في جسمه فيجب إذن العناية به. كما نرى في «الكاتاكومب»، وهي المغاور التي تحت الأديار والكنائس، إذ يترك الموتى وقوفا بثيابهم إلى الحيطان وبعضهم يعلق بالسقف، على أن الكثيرين يؤثرون الآن إحراق الموتى لأسباب صحية، وفي معظم عواصم أوروبا محرقات وفي الصحف الأوروبية إعلانات من شركات الإحراق تغري بها الناس على إحراق موتاهم؛ لأنه أرخص من الدفن. (3) بناء الدور والأسوار
لم يكن للإنسان موطن معين أو سكن، بل كان يهيم على وجهه في الفيافي وبين الغابات، ثم اتخذ من ظلال الأشجار مستظلا ينام تحته، ثم عرف سكنى الكهوف والأكواخ من أغصان الأشجار، ثم البيوت من الحجر والطين والبوص والخشب.
أما بناء الأسوار حول المنازل والبلاد، فعندنا أنه يرجع إلى ما قبل التاريخ المدون، ذلك أن الغريزة الإنسانية كانت تدعو الإنسان الأول إلى الحرص على ما يملكه من المتاع التافه والحيوان، وإلى الخوف من أعدائه، الذين ينبغي - على ما نفترض - أنهم كانوا أكثر من أصدقائه؛ إذ إن الحالة البدائية كانت حربا مستعرة بين الإنسان والإنسان، وبينه وبين الحيوان والشياطين والأشباح، بل إنه لا يبعد أن تكون الأسوار قد اتخذت، على الأيام، تقية وتعويذة ليس غير.
ومن الأسوار التي طالما تحدث عنها الجغرافيون والرحالة والمؤرخون سور الصين العظيم، المعدود إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، فعند أكثرهم أن السور قد أقيم للحيلولة دون غارات سكان شمال الصين، وعند عامة الصينيين أنه قد أنشئ لوقاية بلادهم من الأرواح الشريرة، وعند قلة من الجغرافيين أن سور الصين لم يقم من أجل الدفاع ضد المغيرين أو الأرواح الشريرة، بل إن عادة الصينيين في القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد خاصة، قد جرت ببناء الأسوار لتعيين الحدود ومنع الأهلين من تخطيها إلى غيرها، حين كانت بعض أقاليم الصين منفصلا عن بعضها الآخر، إلى أن وحد الإمبراطور «هوانج تي» البلاد الصينية وأحاطها بالسور العظيم. (4) المرآة
كان الناس قبلا يرون ظلالهم في الماء ولا يزال هذا شأن الهمج من البشر، ثم صنعت المرايا من البرنز المصقول، وفي القرن الرابع قبل الميلاد صنعت من الفضة، وكان العرب يعرفونها باسم «الوذيلة»، هذا وقد صنعت المرايا من الزجاج لأول مرة في البندقية في سنة 1300، وكان الزجاج يوضع قبلا على الفضة لصيانتها حتى لا تنخدش، ثم وضع الزئبق وراء الزجاج بعد ذلك.
Bog aan la aqoon