Taariikhda Ka Hor Taariikhda
تاريخ ما قبل التاريخ
Noocyada
مليون طن من الخام المحتمل الوجود تبعا لتقديرات علمية صحيحة
344
مليون طن
وهذا عدا ما يرجى وجوده بعد تقدم البحث العملي والاستغلال. ولا أريد أن أقرر قبول هذه الأرقام أو رفضها، ولكني على كل حال أوافق على أن المقدار كبير جدا، وهو بالقدر الذي يحتمل قيام أي عملية استغلالية لمدة طويلة جدا. وأن نجاح مثل هذه العملية أو الفشل فيها لا يكون سببها جهل مقدار الخام. (8)
إن وجود مقدار كبير من الخام على السطح أو قريبا من السطح، يجعل الاستغلال في أول الأمر ميسورا وعند الاضطرار إلى الحفر في باطن الأرض، فإن انتظام الطبقات ووضعها الأفقي، ووجود طبقات من الصخور المتماسكة فوق طبقة المعدن، كل ذلك مما يجعل عملية التعدين نفسها عملية يسيرة إذا قيست بما يقابله مهندسو المناجم عادة من الصعوبات من جراء ميول الطبقات أو العروق المعدنية. كذلك يساعد جفاف المنطقة وعدم الخشية من وجود ماء داخل المناجم على تيسير عملية الاستغلال. (9)
أما النقل من المنطقة إلى وادي النيل، فيقتضي مد خط سكة حديدية أو سلك معلق وهي على كل من العمليات العادية في مثل هذه الحالات، ومتوسط المسافة من وسط المنطقة إلى النيل هو 20 كيلومترا تقريبا. والآن وقد قدرنا مساحة المنطقة ومقدار ما بها من خام الحديد، وأوضحنا نوع هذا الخام وقررنا سهولة استغلاله ونقله، فما الذي يمكن أن نستفيده من هذا الخام؟ إن من الميسور: (استغلال الخام في صناعة الحديد والصلب) وهذه هي الوسيلة التي إذا تحققت وكان تحقيقها متفقا مع القواعد الاقتصادية السليمة، كان لنا في هذه الخامات مصدرا جديدا من مصادر الثروة الأهلية، وكفانا مئونة استيراد الحديد والفولاذ لصناعاتنا الحالية، وأفضى إلى قيام صناعات جديدة، ودفع عنا غائلة المجاعة في هذه المواد في أوقات الحرب.
وربما كان من واجبي أن آني على موجز عن كيفية تحضير الحديد والفولاذ، قبل أن نخوض في مسألة احتمال قيام هذه الصناعة في مصر، وتقرير الأسس التي يجب أن تقوم عليها.
فاستنباط الحديد من خاماته يقتضي تسخين هذه الخامات إلى درجة مرتفعة من الحرارة لاختزان الأوكسيد، وترك المعدن المنصهر فيصب في قوالب تعرف بماسيح الحديد الظهر، وهو في هذه الحالة يكون مختلطا بعناصر غريبة كالكربون والسيليس والمنجنيز والفسفور وغيرها، مما تجعله قليل المقاومة سهل القصم غير قابل للطرق، وهو ما يستعمل للحديد الظهر المعروف في السباكة. أما تحويل هذه المادة إلى الصلب أو الفولاذ، فيقتضي إعادة وضعه في أفران خاصة للتخلص من الكربون وتكوين الصلب.
ولهذه العمليات وسائل تختلف تبعا لاختلاف أنواع الخامات ولا محل لذكرها الآن.
هذه العمليات تحتاج إلى وقود إما الفحم الحجري وإما الفحم الكوك، وإما الفحم البلدي (فحم الحطب)، وإما إلى الغازات البترولية أو الطبيعية.
Bog aan la aqoon