254

Taariikhda Waallida: Laga soo bilaabo Waayihii Hore ilaa Maanta

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

Noocyada

70

وتتكون البنية التحتية العامة من قطاع محدد: قطاع الطب النفسي للأطفال والشباب (يشمل حوالي 200 ألف مواطن). وتضم فرنسا ثلاثمائة وواحدا وعشرين منهم، ولكن بنسب غير متساوية. وهنا أيضا شهد عدد أسرة المصحات انخفاضا جذريا أمام الهاجس المستمر للميزانية والخوف المحتمل من فكرة «الاحتجاز»، معطيا فرصة لظهور بدائل للعلاج غير المستمر (97٪)، وعادة بدوام جزئي. وفي عام 2000، تمت متابعة ما لا يقل عن 432 ألف طفل ومراهق، بزيادة تقدر بالضعف عن عام 1986 (زيادة في عدد الصبية أقل من خمسة عشر عاما والعكس بعد ذلك). ويضاف إلى هذا النظام العام، مؤسسات أخرى ملحقة، ولعل أكثرها أهمية هي المراكز الطبية النفسية التربوية، والتي وصل عددها عام 1996 إلى ثلاثمائة وثمانية مراكز. كما نلاحظ أيضا التدخل المتزايد لروابط الأهالي الذين أصبح لديهم دور، وإن كان لا يتفق في كثير من الأحيان مع فريق «الأطباء النفسيين».

وعلى الرغم من كل هذا النظام (وهو بالتأكيد أكثر تعقيدا مما نقوله هنا) وهذه الخطط العملية الدورية - التي ظلت دون تنفيذ (مثلا خطة الكشف المبكر عام 2001) - فقد أدت زيادة الطلب على هذا العالم المغلق للصحة العقلية «عالم داخل عالم» إلى حافة الاختناق. وأصبح من العادي أن تمتد مدة الانتظار للخضوع للكشف الأول إلى ستة أشهر. «نحن نساعد عددا من الشباب، ولكن الكثير منهم لا يتمكن من بلوغ أنظمة الرعاية التي نوفرها»،

71

وفي انتظار تحقق ذلك، يعد «الهاتف الطبي» (المستوحى من «الهاتف الاجتماعي» للكبار) طريقة للرعاية موجهة خصيصى للمراهقين. وأيضا، بدأ الطب النفسي عن بعد (لئلا نخلطه بالطب النفسي التليفزيوني الذي يعدنا بوعود جميلة)، الذي هو امتداد للتطبيب عن بعد، بوضع شبكات جديدة للمساعدة النفسية عن بعد. وبدأ الأطباء النفسيون يتحدثون عن الأدوات وآخرون عن التطور الحتمي (والأقل تكلفة للجميع).

وبعيدا عن الابتهاج بقدوم هذا الطب النفسي الجديد، أعرب الأطباء النفسيون بكل الطرق عن قلقهم إزاءه. فكان هنري إي قد ندد بالفعل بالاتجاه - التابع للطب النفسي الاجتماعي بعد الحرب - إلى «معالجة كافة التغيرات الطبيعية للسلوك الإنساني نفسيا: الطفل الذي يبكي بصوت عال، أو الطالب الذي يرسب في امتحان البكالوريا، أو الطاغية الذي يأمر بمذبحة [...] هذه هي بالفعل صورة الطب النفسي الاجتماعي الصرف، الذي - نظرا لغياب أي تعريف لبنية الحدث النفسي الباثولوجي بعلاقته السببية الحقيقية - يخلط بينه بالضرورة وبين كافة آثاره الممكنة.»

72

ووفقا لإي، كان الأمر يتعلق بحكم الطب النفسي على ذاته بألا يضع تحديدا للشكل النفسي الباثولوجي للمريض، و«بألا يفسره أبدا، بل ولا يفهمه إلا بمعناه المضاد.»

وبعد عشرين عاما، أثار هذا النفي للطب النفسي بسبب الامتداد غير المحدد لهدفه قلق لانتري لورا: «تميل ممارسة الطب النفسي إلى التدخل في مجالات قريبة، وإن بدت لنا ملاءمتها محطا للنقاش؛ لأنه باسم أي معرفة مزعومة يمكننا أن نعطي رأيا تقنيا حقيقيا يتعلق بالقدرة على التبني أو المشورة الزوجية أو مخاطر الانتكاس؟»

73

Bog aan la aqoon