Taariikhda Waallida: Laga soo bilaabo Waayihii Hore ilaa Maanta
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Noocyada
وتضيف هيلين أوبنهايم - الطبيبة والمحللة النفسية - أنه إذا كانت هاتان الطريقتان مختلفتين تماما، «فإن المناقشات الإكلينيكية والحوارات النظرية حول الطرق الخاصة بكل منهج وحول حدودها (قضايا مثل التوحد والفصام والمرضى المصابين في المخ وحالات الخبل) قد تكون محفزة. ويمكن للطب النفسي - نظرا لتعدد مرجعياته الضرورية - أن يكون أحد أطر استقبال هذه المواجهات.»
27
إلا أن «المحللين النفسيين المتورطين في النزاع» لم يكونوا أكثر اتفاقا، فتصف إليزابيث رودينسكو العلاجات المعرفية السلوكية ب «الطرق المهجنة». وفي حوار في جريدة ليبراسيون،
28
يقول جاك آلان ميلر - صهر لاكان ومؤسس مدرسة السبب الفرويدية عام 1981 والجمعية العالمية للتحليل النفسي عام 1992 - عند سؤاله عما إذا كانت النظرية المعرفية تفسر أي شيء: «آه! نعم! فهي أيديولوجية تحاكي العلوم الصعبة وتتطفل عليها وتقدم ملخصا وهميا. ولكن انتشارها الهائل يرجع إلى أنها تعبر عن شيء شديد العمق، عن طفرة في علم الوجود وتغيير في علاقتنا بالكائن. واليوم، نحن على يقين بأنه يوجد شيء ما، وأنه قابل للترقيم. أصبح الرقم هو ضمان الكائن. ويرتكز التحليل النفسي أيضا على الرقم، ولكن بصورة الرسالة المشروحة، فهي تستغل غموض الكلام. وفي هذا الصدد، تكون متعارضة مع النظرية المعرفية، بل لا تحتملها.» ويسأله نفس الصحفي: ألا يزال التحليل النفسي في وضع الدفاع عن ذاته؟ ««فلنعش سعداء، فلنعش في الخفاء»، كان ذلك هو شعار المحللين النفسيين، ولكنه لم يعد كذلك؛ فالانغلاق على ذواتهم قد يكون قاتلا للتحليل النفسي؛ ببساطة لأنه لا يوجد مجال محدد لهم. باختصار، فإن الأطباء النفسيين لن يستطيعوا تجنب المشاركة في الجدل العام.»
دائما ما ظلت طريقة التحليل النفسي ثابتة، حتى وإن تكاثرت الهجمات وحركات التشكيك مع اقتراب القرن الحادي والعشرين. وهي تتناسب مع الغرور الذي تملك المحللين النفسيين - باعترافهم اليوم - عندما بدأ الطب النفسي غير التحليلي في الظهور. في عام 1980، أشاد بول بيرشيري ب «التدخل الفعال للمحللين النفسيين - زاد عدد الذين يمتلكون بينهم لقبا أو تأهيلا في الطب النفسي - في مؤسسة الطب النفسي [...] ولقد شرع التحليل النفسي بقوة في عمله لتفكيك الطب النفسي بسرعة تآكل الحمض.» ويختتم بيرشيري حديثه قائلا: «إن الحالات الصعبة التي يواجهها الأسلوب الإكلينيكي (على سبيل المثال؛ صعوبة الفصل في قضية الأصل العضوي أو النفسي للمرض العقلي) سيكون من السهل تجاوزها عندما يتخلص المحللون كعلاج من الطبيب النفسي (بالمعنى السيئ للكلمة) الذي يرقد بداخلهم. وحينها، سيتمكنون من اكتشاف الآليات داخلهم التي تنظم الذهان، والتي يمنع هذا الرقيب الفصل بينها.»
29
ولم ينتظر الفيلسوف جيلز دولوز والمحلل النفسي فليكس جاتاري حالة التشاؤم التي صاحبت نهاية القرن لينشرا عام 1972 كتابهما «ضد أوديب»،
30
الذي هو هجاء أحدث ضجة رافضا مفهوم الغربة باعتباره نقصا يستدعي وجود آلة تنتج. فالمقصود بأوديب هو ناتج تطور الرأسمالية. لم يكن اللاوعي مسرحا، بل كان مصنعا. وكان للعامل «الاجتماعي» الغلبة على ثنائية «الأب والأم» (أوديب)، ولم يعد يقتصر عليها.
Bog aan la aqoon