164

هو عبد القادر بن محمد أبي الفيض السيد الأفضل المعروف بابن قضيب البان الصحيح النسب. قال المحبي: ولد في حماة وهاجر به أبوه إلى حلب سنة الألف وتوطن بها وترحل في البلاد، ثم وجهت عليه نقابة حلب وديار بكر وحماة على التأييد واستمر نقيبا حتى مات، وقد نسبت إليه كرامات عديدة. وله تآليف حسنة الوضع دالة على رسوخ قدمه سيما في التصوف، منها: الفتوحات المدنية، ونهج السعادة، وناقوس الطباع في أسرار السماع، وشرح أسماء الله الحسنى، ورسالة أسرار الحرف، وكتاب مقاصد القصائد، ونفحة البان، وحديقة اللآل في وصف الآل، والمواقف الإلهية، وعقيدة أرباب الخواص، وغير ذلك مما ينوف على أربعين تأليفا كلها تصوف، وله ديوان شعر في التصوف، وتائية عارض فيها تائية الفارض، فمن شعره قوله:

ولقد شكوتك في الضمير إلى الهوى

وعتبت من حنق عليك تجننا

منيت نفسي في هواك فلم أجد

إلا المنية عندما هجم المنا

توفي سنة 1040 ودفن في حلب ومدة حياته 79 سنة، وله قرابة في حماة - يسمون اليوم بيت الحافظ - يسكنون في محلة المدينة.

عبد النافع

ابن عمر الحموي الفاضل الأديب المشهور، كان في غاية من الذكاء والفطنة والتضلع من العلوم والفنون. وقد خدم في أول أمره القاضي محمد بن الأعوج بتعليم أولاده القرآن فجعله كاتبا عنده في المحكمة الشرعية في حماة،

17

ثم رقي إلى أن انفرد بالفتوى من حمص لحماة للمعرة وشاع ذكره في البلاد الشامية، ثم وقعت بينه وبين القاضي المذكور عداوة فشكاه للأمير حسن الأعوج فحقد عليه، وهجا بني الأعوج بأشعار عديدة فقصدوا أذيته فضاقت عليه حماة، ففر إلى طرابلس فأكرمه حاكمها يوسف بن سيفا ثم تغاضبا فهجاه فصمم ابن سيفا على قتله، فهرب منه إلى حلب وما جاورها فيوما هنا ويوما هناك، ومن أشعاره البديعة:

Bog aan la aqoon