Taariikhda Dowladda Al Saljuq
تاريخ دولة آل سلجوق
Noocyada
وأسر الأمير قماج وبلى بكل عسف، ولقى كل عنف، حتى فدى بمائة ألف دينار. وأما الأمير أبو الفضل، فإنه علم الكافر استيلاء أولاده على بلاده، والاحتواء على طرافه وتلاده، فحقق اقتراحه، وأطلق سراحه. وقال: "مثل هذا البطل الهمام، والشجاع المقدام يجب الإبقاء عليه، والإحسان إليه"وهذه الوقعة كانت في سنة 532 ه.
قال: واستولى هذا الخطائي على بلاد ما وراء النهر، وحصل المسلمون معه تحت القهر. واستشهد على يده الإمام حسام الدين بن البرهان بن مازة رضي الله عنه ببخاري. ولقد كان في علم الشرع لا يبارى ولا يجارى. وهلك أورخان وتولت أخته بعده. وتولى تخته وبخته. واستمرت مملكة الخطائية في ما وراء النهر ، إلى هذا العصر. والولاة مسلمون من قبل ولاية الكفر. قال الفتح بن علي بن محمد البندراي الأصفهاني مختصر الكتاب: وتمادت مدتهم في تلك البلاد، واستيلاؤهم بها على العباد. إلى أن قيض الله تعالى استئصالهم على يد السلطان السعيد علاء الدنيا والدين، محمد خوارزمشاه ابن السلطان تكش، بن أيل أرسلان بن أتسز بن محمد فإنه جرد عزيمته لقطع شأفتهم، وقلع أرومتهم، واعتنى بشن الغارات عليهم، وتوالي الركضات إليهم. حتى أخرجهم من بلاد ما وراء النهر، وصب عليهم سياط القسر والقهر. ثم توغل ديارهم، وجاس بلادهم، حتى قلعهم أجمعين، ولم يبق من الخطائية نافخ ضرمة في الأرضين. وذلك بعد سنة 600 ه.
Bogga 366