180

Taariikhda Dowladda Al Saljuq

تاريخ دولة آل سلجوق

Noocyada

فقال: "هذا مملوكي سنقر الخاص قرة عيني وثمرة فؤادي، وريحانة روحي ونتيجة مرادي. وهذه خزانتي تحت ختمك، ومالي بحكمك. وحمول غزنة وخوارزم قد وصلت فاقبضها، وبذول الممالك قد عرضت فاستعرضها. وهذه خدمتي التي آمرك بها في حقه لا ترفضها وافترضها. ولا تستأذني في شيء ولا تستأمر. وقدم هذا المهم واستخر الله فيه ولا تستأخر. أريد أن تضرب له سرادق كسرادقي، وتجري له سوابق كسوابقي. وتشتري له ألف مملوك يمشون في ركابه، ويعشون إلى جنابه. وتحل إقطاع من رأيت حل إقطاعه وتعقده عليه، وتأخذ بلد من شئت وتفويضه إليه. وتجعل له خزانة كخزانتي بالمال مملوة، وبأجناس الصياغات الذهبية والفضية مجلوة. وتجعل له ديوانا مجملا بأماثل الكتاب، وأفاضل النواب، بحيث يكون بعد أسبوعين صاحب عشرة آلاف فارس".

قال: فاستمهلته ثلاثة أشهر فما أمهل، وأمر بترك الريث واستعجل. فما زلت به حتى فسح لي في مهلة شهر ونصف، وشرعت في الأمر وأنفقت على ما قدره في عشرين يوما سبعمائة ألف دينار ركنية، وذلك سوى ما نقلته إليه من الخزانة من الآلات الخسروية، والثياب المعدنية. وذلك سوى الإقطاعات، والولايات والتقريرات.

ثم أخبرته، ولم يمض الشهر، بأنه قد استمر الأمر، فركب السلطان سنجر، فرأى العساكر صفوفا، والخيل صفونا حول سرادق سنقر الخاص، فرأى رواء ظاهرا، وبهاء باهرا. قال: فعانقني وشكرني، ونوه بي وذكرني. وفوض إلى أمر خزانته، وأمرني بتحصيل مطالبه، ووصى كلا منا بصاحبه.

قال: فلم يمض سنتان حتى اشتعلت نار خده في الدخان فشنف 1وأنف وعاف وعزف، وسنقر يزيد في التسحب عليه والتبسط، ويستديم مع عادة التسلي عنه عادية التسلط. وزاد في غيظ الأمراء، واستحقار العظماء، واستصغار الكبراء. وهو لا يبالي بسنجر إذا توعده، ولا يلتفت إليه إذا تهدده فاستدعى السلطان يوما جميع أمرائه إلى حجرة مفردة مفردين. ومن جميع أصحابهم سوى سلاحي واحد مجردين. وقال لهم: إذا دخل سنقر الخاص إليكم ضعوا فيه بأجمعكم السكاكين. فبادروا إلى ما أمروا به وامتثلوا، ووثبوا إليه ومثلوا. وعاد ذلك الضياء يجورا، وذلك البهاء هباء منثورا.

قال: ومنهم قايماز كج كلاه قاتل وزيره، وقد آل تعظيمه إلى تصغيره. ومن جملة من حباه بحبه ، واختصه بقربه، الأمير المقرب الأجل اختيار الدين جوهر التاجي.

وكان مملوك أمه ومن خواص خدمها، وكانت توفيت أم سنجر في شوال سنة 517 ه، فانتقل هذا الخادم إلى خدمة سريره، ثم غلب حبه على ضميره، فغلب بذلك على تدبيره، ورقاه إلى ذروة لم يتسنمها أحد قبله، وأسماه إلى رتبة لم تر فيها عين مثله.

Bogga 362