Taariikhda Dowladda Al Saljuq
تاريخ دولة آل سلجوق
Noocyada
فدم بما يكمد الأعداء مغتبطا يفضي بك السعد من عيد إلى عيد قال: وصرف عن الوزارة في سنة 526 ه عند وصول سنجر إلى العراق بعد وفاة ابن أخيه السلطان محمود بن محمد، وترتيب السلطنة لأخيه طغرل بن محمد مكانه. وكان القوام أبو القاسم الدركزيني مستوليا على الدولة، وسأل السلطان سنجر أن تكون وزارته باسمه، وتجري رسومها برسمه. ويكون هو بالعراق لشغل طغرل مدبرا، وعلى توفر ماله وجاهه متوفرا. ويستنيب في الحضرة السنجرية من يكفل بأمورها ويكفي، ويكلف بمصالحها ويشفي. فأجيب سؤله وأصيب سؤله. وعزل العالم وولى جهوله. وصرف ذلك الفاضل بهذا الناقص، وراج المغشوش بكساد الخالص.
وتقلد نيابة الوزارة عن الدركزيني ظهير الدين عبد العزيز الحامدي، وكان عبد العزيز هذا يسكن إليه سنجر لأمانته وديانته، وهو المعول عليه في خزانته. وهو يناظر الوزراء في قرب مكانه ومكانته. وإنما فوض إليه الدركزيني نيابته، لأنه علم أن الأمر بغيره لا يتمشى، وأن ثوب الملك بدون طرازه لا يتوشى. ولما صلب الدركزيني وضربت رقبته بالعراق، تقلد الوزارة السنجرية ناصر الدين طاهر بن فخر الملك بن نظام الملك في جماد الأول سنة 528 ه. واستمرت وزارته إلى آخر العهد، وكان في تقويم ما تأود وإصلاح ما فسد باذلا للجهد. وتوفى بعد مجيء الغز في ذي الحجة سنة 548 ه.
ذكر جماعة من خواص سنجر ومماليكه أحبهم ثم سلاهم ووضعهم بعد أن أعلاهم
قال-رحمه الله-: كان من عادة سنجر أن يشتري غلاما اختاره ثم يتعشقه ويشتهر بحبه، ويستهتر بقربه، ويبذل له ماله وروحه، ويجعل معه غبوقه وصبوحه، ويملكه حكمه، ويوليه سلطانه. فإذا نسخ الليل نهاره، وسيج البنفسج جلناره، سلاه وقلاه، وتخلى عنه وخلاه. وانتهى في مقته إلى أن لا يرضى بهجره بعد وصله، ورأى الراحة منه في قتله. ومن جملة أولئك، مملوك كان لصيرفي اسمه سنقر، فعشقه سنجر قبل رؤيته فاشتراه بألف ومائتي دينار ركنية، بعد تشريف لمالكه وعطية سنية. وحكى عن ظهير الدين عبد العزيز خازنه، أنه قال: استدعاني سنجر يوما وقال: إني آمرك بما هو أوفق لخدماتك، وأوثق لحرماتك، فانهض فيه بثباتك، وأت فيه الممكن يوأتك فأجبته بالسمع والطاعة، وبذل الوسع والاستطاعة.
Bogga 361