============================================================
ذكر إيراهيم عليه السلام ويروى آنه أيضا كان صاحب النسور قأمر بتابوت يصنع له وجلس فيه مع جارية له ويقال مع غلام ومعه قوسه ونبله وكان قد ربى قبل ذلك آربعة نسور عظام فاوثقهن إلى جانب التابوت وعلق اللحم من فوقهن فقصدت النسور اللحم ورفعت اللحم والتابوت وذهبت به إلى الهواء إلى أن بلغت حيث ظن أنه قرب من السماء ويقال أمر الله تعالى ملكا فحمل تابوته إلى الهواء ابتلاة له فلما ارتفع بعث الله ملكا ويقال جبرائيل فقال له: ويحك أين تريد فقال أريد السماء قال: وما تصنع قال: لأحارب ملك السماء لأزيله عن ملكه فقال له إن بينك ويين السماء مسيرة خمسمائة عام وغلظ السماء كذلك سبع سموات وما بينهن فكيف تصل إليه فلم ينته نمرود فقال للجارية اطلعي فانظري إلى الأرض فاطلعت فقالت لا أرى شيئا إلا كالقطعة البيضاء ولا أرى الجبال إلا كالدنارة ثم ارتفع وقال لها: انظري، فقالت : لا أرى شيئا غير الماء، فقال: انظري إلى السماء، قالت: نحن كما كنا من قبل فرمى تمرود سهما نحو السماء فرجع إليه مخضوبا بالدم فقال: قتلت ملك السماء فصاح به جبرائيل صيحة كادت تزول منها الجبال وتخنس التابوت تحته فتصوبت مع النسور إلى الأرض ولما سمع الضوت ظنت الجبال أنها أمر من الله في هلاك الأرض فكادت تزول فأقرها الله تعالى فذلك قوله: وإن كات مكرهم لتزول منه الجبال} [إبراهيم: الآية (4)، ووقع التابوت في البحر فلفظه البحر فبعث الله ريحا فحملته إلى داره، فلما خرج من التابوت اغتسل ودعا بمرآة ينظر فيها، فبعث الله بقة فدخلت أنفه حتى وصلت إنى دماغه وعذبه الله تعالى بذلك إلى أن هلك كما ذكرنا وعن وهب أنه نما حط من الهواء سلط الله تعالى عليه الريح حتى قطعته عضوا عضوا وفرقته في الأرض ثم جمعه الله تعالى وأحياه فلما استوى قائما خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وعاش نمرود مائتين وسبعين سنة، والله أعلم بالصواب.
باب في ذكر إبراهيم بعد خروجه من التار ثم هجرته اكثر الرواة متفقون على أن إبراهيم هاجر ونمرود في الحياة، وأنه خرج هاريا منه وقد تزوج بابنة عمه سارة بنت بوهر بن ناخور وآمن به لوط وهو ابن آخيه هاران بن ازر ودعا أباه إلى دينه فلم يؤمن وهدده بالرجم كما ذكر الله تعالى: لين لر تنته لأرجمنك وأهجرنى مليا} (مريم: الآية 46]، قال إبراهيم سلام عليك سلام الوداع سأستغير لك ر ([مريم: الآية 47) ما لم أنه عنك وأغتزلكم وما تدعوت من دون الله وأدعوا رتي} [مريم: الآية 48] فخرج مخفيا من قومه ومعه سارة ولوط ويقال معه هاران أخوه أبو لوط فكانوا أربعة نفر، ويقال: إن إبراهيم كان يومئذ ابن ثمان وثلاثين
Bogga 76