============================================================
ذكر ابراهيم عليه الشلام فأبني برجا وأطلع منه على النار فأمر بذلك فبنى البرج وصعده فاطلع على النار فرأى ايراهيم جالسا ومعه الملك فناداه يا إبراهيم ما أعظم إللهك الذي فعل بك ما أرى من قدرته حتى لم تضرك النار، فهل تستطيع أن تخرج؟ قال: نعم، قال: أفلا تخشى النار، قال: لا، فقام وخرج وجبرائيل يتقدمه فقال نمرود: إن الرجل الذي رأيته معك في النار من هو؟ قال: ذلك ملك من الملائكة بعثه الله ليؤنسني قال نمرود: يا ابراهيم فإني مقرب إلى إللهك لما رأيت من قدرته وعزته، وأذبح له أربعة آلاف بقرة قال إبراهيم: إنه لا يقبل منك حتى تفارق دينك، قال: لا أفارق ديني ولكن آذبحها له فذبحها وكف عن آذى إبراهيم.
وفي رواية أخرى أن إبراهيم لما خرج من النار كان يدعو إلى الله ثم إن نمرود قال له: إنك لا تكفت عني وقد كففت عنك فاخرج حتى أقاتلك وأقاتل إللهك فواعده إبراهيم يوما يخرج هو ويخرج نمرود قال: وسأل إبراهيم آن يمده الله بجند من جنوده، فقال الله تعالى: يا إبراهيم ما تريد من جنودي ففكر إبراهيم ولم يخطر بباله شيء أصغر من البق فسأله الله أن يمده بها، قال: وخرج تمرود ليوم موعده وخرج إبراهيم وحده، فقال نمرود وأين جندك يا إبراهيم؟ قال: سيأتي عن قريب فأرسل الله البق على عسكر نمرود حتى اكلت كل ما عليهم من السلاح وما تحتهم من الدواب، ثم أكلتهم بأسرهم إلا نمرود بنفسه مع نفر من خواضه فإنه رجع هاربا إلى قصره وبعث الله بعوضة، ويقال لم يكن لها إلا جناح ونصف قائم فلدغت نمرود على شفتيه فأشار بيده فدخلت خيشومه حتى وصلت إلى دماغه تاكله أربعين يوما، ويقال بل أربعة أشهر، ويقال آربع سنين ويقال سبع سنين فكان لا يسكن إلا إذا ضرب رأسه بالمقامع ثم إنه ضرب يوما ضربة فانفلقت هامته وخر ميتا وخرجت البعوضة من رأسه وقد كبرت مثل الجرادة العظيمة والله أعلم ويروى أن الله تعالى قال لإبراهيم: لولا أنك ظننت أن البق أصغر الدواب كنت أبعث على نمرود وجنده كان سبعون منه يساوي بعوضة واحدة حتى آهلكه وجنده، وروي آنه قيل لما واعد إبراهيم للقتال أمر فبني له صرخ عظيم وهو الذي ذكره الله في كتابه قد مكر الذي من قيلهة فأق الله بنبكنهم مب الفواعد فخر عليهم السقف من فوقهة وأتكهم العذاب من حيث لا يشمرون [النحل: الآية 26] ويقال كان ارتفاع الصرح في السماء سبعة آلاف ذراع وقيل فرسخين فصعده وجعل يرمي السماء بنبله ويزعم أنه يقتل إلكه إبراهيم، فجعل الله نبله ترجع إليه مخضوبة دما ابتلاء له وجعل يرسل نبله إلى أهل الأرض فيقول قتلت ملك السماء وجنده وبعث جبرائيل حتى صاح بأسفله صيحة فسقط أعلاه على أسفله، وخر نمرود منه على مزبلة فتلطخ وجهه وشفتاه ومناخره بالقذرة
Bogga 75