============================================================
ذكر ثمود 1 هلاك ثمود فخرجت كأسرع ما ترى شيئا قط حتى أتت أهل قرح فأخبرتهم بما رأت من العذاب ثم استقت فشربت وماتت مكانها وروي عن السدي أن القوم لما أيقنوا بالعذاب تكفنوا وتحنطوا ولبسوا الأنطاع وحضروا الأسراب فدخلوها ينتظرون العذاب حتى جاءهم العذاب فهلكوا ويقال: جاءتهم النار من تحتهم فاحترقوا وبقي كل واحد منهم حيث كان قال الله تعالى: فأصبحوا فى دارهم جشمين} [الاعراف: الآية 78؛ هود : الآية 67] ولم يبق منهم إلا رجل واحد يقال له أبو رغال رجل من ثمود كان في الحرم فانتظره العذاب حتى خرج من الحرم فأتاه وأصاب ما أصاب قومه وفي الحديث "أن رسول الله مر بقبر أيي رغال قال: أتدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا قبر آبي رغال وهو رجل من ثمود فكان في حرم الله تعالى فمنعه الحرم فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن ههنا ودفن معه غصن من الذهب فنزل القوم وابتدروا بأسيافهم واستخرجوا الغصن" ويروى أن صالحا ومن معه قصدوا مكة بعد هلاك ثمود فنزلوها إلى انقضاء عمرهم والله أعلم فإن قبر صالح عند الحجر الأسود ويروى عن كثير من مرء الحضر(1) فإن رسول الله ذكر يوما حوضه فقال: "وأنا أشرب منه وأمتي وإن صالحا يبعث وتبعث ناقته له فيحلبها ويشرب من لبنها هود وصالح والذين آمنوا معهما ويركبها صالح من قبره فقال له معاذ(2) بن جبل وأنت تركب العضباء(2) يا رسول الله فقال: لا بل آركب البراق وقد خصصت به دون الأنبياء، ثم نظر رسول الله إلى بلال(2) فقال: وهذا يبعث يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة ينادي بالأذان فإذا سمعت الأنبياء أذانه وقوله: أشهد أن لا إكه إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله نظروا جميعا إلى بلال وقالوا: ونحن نشهد على ذلك، ثم إن بلالا يستقل بحلة الجنة وأول من لبسها بعد النبيين بلال والمؤدنون من صالح المؤمنين".
(1) الحضر: بالفتح ثم السكون والحضر الذي هو ضد اليدو، اسم مدينه بإزاء تكريت في البرية بينها وبين الموصل والفرات، وهي مبنية بالحجارة المهدمة بيوتها وسقوفها وكان ملكها الضيزن ملك الجزيرة كلها إلى الشام، ياقوت الحموي، معجم البلدان 267/2.
(2) معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي من أهل العقبة، شهد بدرا وأحذا والمشاهد كلها مع رسول الله مات بطاعون عمواس سنة (18 ها. ابن الأثير الجزري، أسد الغابة 190189/5.
(3) العضباء: الناقة التي هاجر عليها من مكة إلى المدينة وتسمى العضباء ولم تكن تحمله إذا نزل عليه الوحي. ابن جماعة: عز الدين أبو عمر عبد العزيز بن جماعة الكناني (ت 767 ه) تحقيق آسيا البارح، سنة 1990 ص 126.
(4) بلال بن رباح وأمه حمامة من مولدي مكة، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كان مؤذتا لرسول الله ة شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن عذب في الله عز وجل. ابن الأثير، أسد الغابة 415/1.
Bogga 64