============================================================
ذكر ثمود ووجوهكم مصفرة ثم تصبحون يوم العروبة ووجوهكم محمرة ثم تصبحون يوم شبار ووجوهكم مسودة، ثم يصبحكم العذاب غداة أول يعني أحذا. فذلك قوله تعالى: تمتعوا فى داركم ثلثة أياو ذلك وعد غير مكذوب) [هود: الآية 15] فلما قال لهم صالح ذلك قالت التسعة الذين عقروا الناقة هلموا لنقتل صالحا، فإن كان صادقا عجلناه قتلنا وإن كان كاذبا ألحقناه بناقته فأتوه ليلا ليبيتوه في أهله فدفعتهم الملائكة بالحجارة فلما أبطؤوا على قومهم أتوا منزل صالح فوجدوهم مشاجين فقالوا لصالح: أنت قتلتهم وهتوا به، فقام قومه ولبسوا السلاح وقالوا لهم: إنه قد وعدك ثلاثا إن العذاب نازل بكم فإن كان صادقا لم تزيدوا بقتله عليكم ربكم إلا غضبا، وإن كان كاذبا فأنتم من وراء ما تريدون، فانصرفوا فذلك قوله تعالى: وكات فى آليدينة تتعة رقط بفسدوت فى الأرض ولا يصلحون} [اليمل: الآية 48] إلى آخر الآية . قال: وأصبح القوم وجوههم مصفرة فأيقنوا بالعذاب وعرفوا صدق صالح فطلبوه ليقتلوه، وخرج صالح هاربا منهم فالتجأ إلى بطن من ثمود يقال لهم: بنو غنم، فنزل على سيدهم وكان اسمه نفيل ويكنى آبا هرب وكان مشركا إلا أنه كان غيبه منهم ولم يقدروا عليه فقدروا على آصحابه يعذبونهم ليدلوهم عليهم فجاءهم رجل من أصحابه يقال له مبدع بن مرمم فقال: يا نبي الله إنهم ليعذبوننا لندلهم عليك، أفتدلهم قال: نعم ، فدلهم مبدع عليه، فلما علموا أنه أتوا أبا هرب وكلموه فقال: نعم، هو عندي وليس لكم إليه سبيل وقال في ذلك مبدع بن عمر ويحث نفيلا على حفظ صالح فلم نكتبه وأعرضوا عن صالح وشغلهم عنه فأنزل الله بهم العذاب وجعل بعضهم يقول لبعض: ما ترون من صفرة وجوههم ثم أصبحوا يوم العروبة ووجوهم محمرة وأصبحوا يوم السبت ووجوههم مسودة فلما كانت ليلة الأحد خرج صالح بمن معه من المسلمين إلى الشام حتى تزلوا رملة(1) فلسطين ويخلف رجل من أصحابه وهو مبدع بن عمر فنزل قرخا، وهو وادي القرى بينه وبين حجر ثمانية عشر ميلا فنزل على سيدهم وهو عمر بن غنم وكان لم يشرك في عقر الناقة، فقال له مبدع: يا عمر اخرج من هذا البلد فإن صالحا قد قال: من أقام فيه هلك ومن خرج منه نجا. فقال عمر: وما شركت في عقر الناقة وما رضيت، فلما كانت صبيحة الأحد واشتد الضحى أخذتهم الصيحة فلم يبق منهم أحد صغير ولا كبير إلا جارية مقعدة يقال لها الذريعة وكانت شديدة العداوة لصالح، فأطلق الله رجليها حين عاينت العذاب ورأت (1) رملة فلسطين: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت رباطا للمسلمين، ياقوت الحموي، معجم البلدان 3/
Bogga 63