332

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام ووعده وأوعده فأبى وهم بقتله فاختفى منه عيسى، ثم إن الله تعالى آنزل عليه إنى متوفيك ورافعك إلى} (آل عمران: الآية 55] إلى آخر الآية، فقال للحواريين وهم اثنا عشر رجلا وذكر أسماءهم، يحيي، وشمعون، وتومان، ويوفنا، ومريوس، وقطرس، ويحنس، ويعقوب، وأندرانيس، وقليس، ويعقوس، وجرجيس، قد حان وقت قبض الراعي وتفرق الرعية فعرفوا أنهم يفارقونه فبكوا فقال عيسى اتبكون على فراقي وتدعون ما هو أشد منه إني لست أفارقكم حتى يظفر بي عدوي ثم لا تمنعوني فقالوا : أما ما دام الروح فينا فلن نسلمك دون أن تقتل قبلك قال عيسى فإنه لا يصيح الديك الصيحة الثالثة للصبح حتى تبرأ متي شمعون ثلاث مرات وأنت رأس الحواريين والصخرة الراسية الذي هي ربض الدين ولكن اسمعوا قولي وقوموا معي لنسأل الله تعالى أن يدفع عني عدري قال: وكان عيسى مع أصحابه في غار جبل قال فطرقوه ليلا ودخلوا عليه فأخذوه وجعلوا على رأسه إكليلا من شوك استخفافا به وضربوه وقالوا له: إن كنت نبيا فادعوا ربك ليمنعك عنا فجعل لا يكلمهم فأكثروا عليه وكذلك فعلوا بأصحابه وكان أحت أصحابه له وأعطفهم عليه شمعون فأخذته اليهود، وقالوا له: إما أن تتبرأ منه وإما أن نقتلك، فتبرا منه ثم عاودوه فأخذوه ليقتلوه فتبرا ثانية وصاح الديك وطلع الفجر فقالوا لشمعون: تبرأ منه فتبرا منه، وفي بعض الروايات أن عيسى لما أخذ حبس في بيت وجلس أعوان الملك على الباب يحرسونه وكان يفرق عنه أصحابه فجاء شمعون يستطلع عن حاله فجاءه متنكرا وجلس عند القوم عند نار لهم أوقدوها وكانت ليلة باردة فقالوا لشمعون: نظنك من أصحاب عيسى فقال لست منهم ولا أعرفه ثم عاودوه مرة أخرى ففعل كذلك ثم ثالثة حتى تبرا من عيسى تلك الليلة ثلاث مرات كما قال عيسى، وروي أن ابن عباس قال: إن الله تعالى لما قال لعيسى: ان متوفيك ورافعك إلى} [آل عمران: الآية 55) أخبر بذلك الحواريين فقالوا له: يا روح الله تعالى أوصنا فجعل يوصيهم ويودعهم فقالوا له: هل يكون نبي يفوقك فضلا؟

قال: نعم النبي العربي الأمي قالوا: يا روح الله تعالى ومن أين يبعث؟ قال : من أرض تهامة، قالوا: وممن هو قال: من قريش فلو جعلت له نفلا لكان لذلك أهلا يمسك بأهل الحكمة ويعطي أمته الحكمة وعلماء أمته كأنهم أنبياء فأقرثوه مني السلام قال ونظر عيسى إلى أمه وكانت في الحياة، وفي بعض الروايات أنها كانت قد ماتت وفي هذه الرواية أن عيسى قال لها: إني مرفوع يا أماه فجعل يودعها فبكت فقال لها عيسى: يغفر الله لك يا أماه قد كنت حقيقة أنك تفرحين بهذا وتقرين به عينا ثم قال للحواريين وأوصاهم فقال لهم: إن الله تعالى أمرني أن يستخلف عليكم شمعون وأن تتفرقوا في البلاد وأن آية ذلك أن تأتيكم الملائكة فتتلقاكم بأوعية فيها نور الله تعالى، ويقال

Bogga 332